كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار رفع الصليب الكريم المحيي 27/9/2012

” إن الصليب اليوم يرفع فيعتق العالم من الضلالة, اليوم تتجدد قيامة المسيح فتبتهج أقطار الأرض متهللة, فتسبحك بصنوج داودية قائلة: لقد صنعت يا الله خلاصا في وسط الأرض. هو الصليب والقيامة اللذان خلصتنا بهما أيها الصالح المحب البشر” (ذكصا كانين – السحرية).
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيين الحسني العبادة

إن ذبيحة الصليب لربنا ومخلصنا وألهنا يسوع المسيح على عود الخشبة, أي عود الصليب تتمتع بصفة مركزية في تتميم سر الفداء للبشرية جمعاء, هذا لأنه من خلال الصليب انبلجت وظهرت حرية الإنسان, لتفضح غواية وضلالة الشيطان, فمن خلال الصليب تتجدد قيامة المسيح, التي من خلالهما أي من الصليب والقيامة تم سر العظيم الإلهي لخلاص العالم.

إن كنيستنا المقدسة تبشر وتكرز بعيد رفع الصليب الكريم المحيي في العالم اجمع, التي تحتفل التي تحتفل بتذكاره في هذا اليوم الكريم المبجل. الكنيسة الأورشليمية التي هي الشاهد الأمين والوفي والصادق لمكان حدث الصلب صلب ربنا يسوع المسيح على جبل الجلجثة, وأيضا للمكان الذي وجدت فيه القديسة هيلانة عود الصليب الكريم المحيي, حيث تم رفعة بوقار وإجلال وإكبار على يد أسقف أورشليم مكاريوس.
الأمر الذي يوشح الكنيسة بغبطة وسرور لتبتهج مع الرسول بولس الإلهي وتفتخر قائلة: ” وأما من جهتي, فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم. (غلاطية 14:6).
أما الافتخار بالصليب صليب ربنا يسوع المسيح, فمصدره قيامة المسيح التي منها استمدينا الحرية الحقيقية او بالأصح الحرية التي انعم بها علينا من المسيح المحب البشر ليحررننا من سلطان العبودية, كما يذكر القديس بولس : “فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها. ولا ترتكبوا أيضا بنير عبودية” (غلاطية 5:2).
ان المؤمنين الذين يسجدون لعود الصليب الكريم المحيي بقلب طاهر وإيمان صادق ورجاء وطيد يحققوا وبضمان أكيد الحرية المتدفقة من قوة سر الصليب الظافر, كما يعلم الرسول بولس: “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة, وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله (غلاطية 1: 18).
من هذا المنطلق أصبحنا نحن البشر شركاء للقوة الإلهية للصليب الكريم المحيي. بعد تتميمنا لسر الشركة الإلهية الافخارستيا, التي أحيينا مراسيمها المبجلة في كنيسة القيامة الموقرة. لذلك فان نحن أبناء الكنيسة مدعوويين لمعاينة هذا الحدث الجلل من خلال فم مرنم القائل: “هلموا يا شعوب لدى معايتنا العجب الباهر نسجد لقوة الصليب. فان العود في الفردوس أنتج الموت. وأما عود الصليب فبتسمير الرب البريء من الخطيئة علية قد أزهر لنا بالحياة. وألان فإذ كنا نحن الأمم كلنا نجني منه عدم البلى نصرخ قائلين يا من بالصليب نقض الموت واعتقنا المجد لك. آمين.

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون