1

مشكلة دفع فواتير المياة في كنيسة القيامة

كنيسة القيامة المقدسة، كأقدس موقع حج للديانة المسيحية، عفيت من واجب دفع فاتورة المياه تاريخياً، منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، والإنتداب البريطاني، والحكم الأردني، والحكومة الإسرائيلية.
تم الحفاظ على هذا الوضع حتى عام ٢٠٠٣ حين قامت بلدية القدس الإسرائيلية بتحويل سلطة و ملكية شركة المياه لشركة إسرائيلية خاصَّة تُدعى (جيحون), بعد تولي هذه الشركة مسؤولية توزيع المياه، توجهت بأوقات متفرقة من خلال وزارة الأديان الاسرائيلية الى الثلاثة طوائف: بطريركية الروم الأُرثوذكس، والإخوة الفرنسيسكان، و بطريركية الأرمن، طالبة منهم تسديد فاتورة مياه كنيسة القيامة.

مطالب شركة (جيحون) أصبحت أكثر ضغطاً خلال اشهر الربيع من عام ٢٠١٢، حتى قام سكرتير عام الشركة السيد إيلي كوهي مع السيد نزار مرجية، مدير قسم الشؤون المسيحية, بزيارة غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لمناقشة هذا الموضوع في مكتب البطريركية.
وفي خضم النقاش الذي كان أصعب من أي وقت مضى، اخبر غبطة البطريرك السكرتير العام أنه سيتولى مبادرة إقناع الطائِفتين الأُخريين دفه فواتير المياه القادمة لكنيسة القيامة مشترطاً إلغاءَ الديون المدَّعاة من شركة (جيحون) بقيمة (٩،٠٠٠،٠٠٠ ) مليون شيكل، أي بما يعادل ال ٢،٠٠٠،٠٠٠ مليون دولار أمريكي تقريباً، وشرط غبطته انه يجب إيجاد تسويةٍ للدين ، لأن كنيسة القيامة لا تستحق هذا النوع من المعاملة، نظراً لقدسية تاريخها ورسالتها، حيث يزورها يوميا مئات، بل آلاف الحجاج من كل أنحاء العالم، الذين يسمح لهم مجانا استهلاك الاكبر من الاستهلاك الكلي من مياه الكنيسة، والَّذين يشكلون مصدراً اقتصادياً مهما لدولة اسرائيل.
وبعد محاداثات طويلة اتفق الطرفين على دفع الفواتير من الآن فصاعداً, أما بالنسبة للاتفاق الثاني الذي يقضي بشطب الفواتير السابقة، فقد رفضه ممثل شركة المياة طالبا من الطوائف الثلاثة دفع المبلغ المطلوب للحكومة الاسرائيلية, وتوقفت المفاوضات عند هذه النقطة، ولكن فوجئت البطريركية الارثوذكسية عندما قامت شركة (جيحون) قبل عشرة ايامٍ بطلب تجميد حساب البطريركي الرئيسي الَّذي تدفع منه رواتبُ الكهنة والرهبان، والمدرسين، وطعام الرهبان، والاعتناء بالأماكن المقدسة، الأديرة وكل البطريركية كمؤسسة, متجاهله راي وطلب غبطة بطريرك المدينة المقدسة خلال اللقاء الأخير الذي حضروه في مقر البطريركية مع ممثل عن شركة (جيحون) وممثلين عن بلدية القدس والمديرة العامَّة لوزارة السياحة الاسرائيلية السيدة أهوبا زاكِن. ومن الجدير بالذكر ان شركة (جيحون) لم تتخذ هذا الإجراء بحق الطائفتين الأُخريين، وتأمل البطريركية الا تفعل ذلك.
وبعد ذلك فقد وجه غبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث رسالة باللغة الانجليزية, التي سوف تنشر في موقع البطريركية قريبا, الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السيد بنيامين نتنياهو، والى رئيس وزراء اليونان السيد اندونيس ساماراس، وإلى رئيس قبرص السيد ذيميتريوس خريستوفياس، وإلى ملك الأُردن جلالة الملك عبدالله ابن الحسين الثاني، وإلي رئيس روسيا السيد فلاديمير بوتين، ورئيس الولايات المتحدة السيد أوباما، مطالباً إياهم التدخل لحلِّ هذه المشكلة الجدية.
كما وقد رفعت دعوة قضائيةٌ ضد شركةِ (جيحون) للإفراج عن حساب البطريركية المصرفي.
واخيرا ان البطريركية الاورشليمية, الَّتي لها المرجعيَّةُ الأولى فيما يتعلق بكنيسة القيامةِ، وبالتعاون مع الطائفتين تدرس طرقاً لحل المشكلة طالبة من شركة (جيحون) الاسرائيلية ان تتعاون وتتساهل لكي لا تقوم هذه الطوائف الثلاثة التي تملك كنيسة القيامة بإجراءٍ استثنائيٍ الا وهو إغلاق أبواب كنيسة القيامة.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
ترجم من اللغة اليونانية على يد شادي خشيبون

ngg_shortcode_0_placeholder