كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة تذكار القديس ديميتريوس 8/11/2012

“لقد لبست المسيح فخر جهاد يا ديميتريوس الشهيد. فحاربت العدو الواهن القوي. فانك أبطلت به ضلالة الاثمة. وقمت تمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة. فلذلك نحتفل بتذكار معيدين لا بإجلال” (الذوكصا – السحرية).
أيها الإخوة الأحباء بالمسيح
المعلمون الأجلاء والتلاميذ المهذبون
أيها المسيحيون الحسني العبادة

تحتفل كنيسة المسيح المقدسة في هذا اليوم. بتذكار القديس الشهيد العظيم ديميتريوس الفائض الطيب, من مدينة تسالونيكي.
هذا الشهيد الأمين والوفي بالمسيح, تميز بكونه معلما ومرشدا للإيمان القويم, من خلال إيمانه الثابت والوطيد بالمسيح ربنا وإلهنا, وكما يقول مرنمه: أصبح يمرن ذوي الإيمان على حسن العبادة.

إن كنيستنا المقدسة الأرثوذكسية, تقدم إكراما وإجلالا خاصا وساميا لأعياد الشهداء القديسين, من خلال محبة المسيح التي كانت تمتلكهم وتأسر قلوبهم, لذلك نرى مرنم الكنيسة يصدح ويرنم للقديس ديمتريوس قائلا:
“يا له من عجب باهر, فان الابتهاج قد أشرق اليوم في السماء وعلى الأرض بتذكار الشهيد ديميتريوس. فانه يتقبل الأناشيد من البشر, والملائكة تكلله بالمدائح فياله من جهاد قد جاهده. فانه أحسن الجهاد فانتصر به المسيح ظافرا وسقط العدو الغاش” (الطروبارية الاولى في صلاة المساء).
بانتصار المسيح سادت المحبة الإلهية الكاملة على الكراهية ابنة الهلاك المنبثة من الشيطان, فقد ساد نور حقيقة المسيح على ظلم الغش والضلال الشيطاني, لهذا فالرسول بولس يدافع من خلال آلام الصليبية, عن المقتدين بالمسيح أي الشهداء البواسل فيقول: “فان مصارعتنا ليست دم ولحم, بل مع الرؤساء, مع السلاطين, مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر, مع أجناد الشر الروحية في السماويات” (افسس 12:6).
الكنيسة التي هي جسد المسيح, ما هي إلا مستودع روحي حي تحتوي في داخلها الجانب الإلهي والإنساني سوية, أي منظور وغير منظور, ارضي وسماري, وحسب قول القديس يوحنا الذهبي الفم: هر كنيسة مجاهدة ومنتصرة, هلم إذا , لماذا المرنم يقول: “لماذا أشرق الابتهاج ألان في السماء وعلى الأرض بتذكار الشهيد ديمتريوس”.
هذا العيد الاحتفالي البهج يذكرنا بالجهادات الروحية التي نحن قد استلمناها حين لبسنا المسيح, لهذا فالقديس يوحنا الذهبي الفم يقول: “إن إكرام الشهيد ينبع من الاقتداء والتمثل بجهاده وفضائله الروحية.
بكلام أخر أيها الإخوة الأحباء
نحن مدعوون لان نقتدي بالشهداء, كما هم اقتدوا بالمسيح وآلامه كونهم لباس المسيح.
نحن مدعوون لان نلبس سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نثبت ضد مكايد إبليس. آمين

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون