1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الأمسية الميلادية في بيت لحم – 2013/1/4

أحيت اليوم الجمعة جوقة يسوع الملك الأرثوذكسية أمسية ميلادية التي أقيمت في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم بحضور الدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة نائب عن الرئيس محمود عباس وبحضور غبطة البطريرك ثيوفلوس الثالث. كما وشارك في الاحتفال ، وزيرة السياحة والآثار رولا معايعه، ومستشار الرئيس لشؤون المسيحية زياد البندك، ورئيس بلدية بيت لحم فييرا بابون، وقنصل اليونان، ومدير عام الشرطة في محافظة بيت لحم المقدم علاء الشلبي، وممثلين عن الأجهزة الأمنية ورجال دين ومدعوين. وخلال هذه الأمسية قدم غبطه البطريرك كلمته معبرا فيها عن سعادته بالتواجد في هذه الأمسية, وشاكرا فيها كل من ساهم من اجل نجاح هذه الأمسية إذ خص بالذكر جوقة يسوع الملك التي أحيت وأبدعت كعادتها, فيما يلي كلمة صاحب الغبطة:

“معالي الدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة ممثلا عن فخامة رئيس دولة فلسطين أبو مازن حفظه الله ورعاه, الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع,

“وظهر بغتةَ الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي, وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”. بهذه التسابيح السماوية انشد الجند السماوي بتهليل وحبور – للرعاة الساهرين – ميلاد الرب يسوع المسيح في بيت لحم.
ونحن اليوم, والأداء المتقن لأمسية ترانيم الميلادية, غمرتنا البهجة الروحية من عبيق هذه التسابيح البيزنطية الشرقية الميلادية, فها الجوق الملائكي الذي أمامنا يبشرنا بهذا الفرح العظيم. إننا نبارك هذا العمل الروحي, وهذا الأداء الرائع التي أدته جوقة يسوع الملك, تحت قيادة السيد جادالله المصري, الذي تم بدعم ورعاية نيافة المطران ثيوفيلاكتوس النائب ألبطريركي في مدينة بيت لحم.
إن ما يميز هذا الحدث, هو ارتباطه الوثيق بجذور التراث الابائي الرومي الذي تأصل في الكنيسة الرومية المسكونية, لان هذا التراث هو المعين الذي ننهل منه باستمرار, فهو يروي ظمئنا, ويغذي وجودنا في هذه الأرض المقدسة. فها الترانيم الرومية البيزنطية الشرقية, هي إحدى الضمانات الأكيدة لحقيقة تراثنا الابائي وعراقته, الذي ابتدأ منذ بدء الكنيسة, وما زال تحت رعاية البطريركية المقدسية للروم الأرثوذكس, الأمينة والمستحقة بجدارتها, والتي تقوم بالذوذ عن حياض الكنيسة وعن هذا التراث وعن جميع الأماكن المقدسة, بدون استثناء.
إن هذا التراث الرومي, لهه اكبر دليل على روح الشركة التي كانت تعم أرجاء الكنيسة الرومية المسكونية, حيث ان ميزاتها وصفاتها الخاصة لم تقتصر على فئة واحدة ووحيدة, بل لتتجاوز وليتضم جميع الطوائف والأجناس, فكانت تحتضنهم تحت كنفها, بروح المحبة والسلام والتعايش والوفاق.
من هذا المنطلق, فان البطريركية المقدسية حافظة على هذا التراث الثمين, تبارك هذا الحدث ليكون نبراسا مضيئا للأجيال القادمة, لأنه يعود لمصلحة هذا الشعب بكل أطيافه. وبالإضافة لهذه المناسبة السعيدة – حلول عيد الميلاد المجيد – لنا فرحة عارمة فقد ولدت أيضا الدولة الفلسطينية العريقة بتراثها وبشعبها الأبي.
ومن الجدير بالذكر, أن هذا الاحتفال القيم والكبير, تم تحت رعاية السيد سعيد خوري, وأيضا بمشاركة مدير المؤسسة جورج بسوس. وأخيرا نعود ونشكر بخالص ادعيتنا الأبوية, هذا العمل القيم, وبالأخص جوقة يسوع الملك ومديرها السيد جاد الله المصري, آملين أن يستمر عطائكم ونشاطكم وكما قال الرسول بولس: “لأني اعلم نشاطكم الذي افتخر به من جهتكم أمام الآخرين” (2 كورنثوس 2:9).

المسيح ولد فمجدوه, المسيح أتى من السموات فاستقبلوه

وكل عام وانتم بخير
الراعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم”

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون