1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة راس السنة الجديدة, وفاسيلوبيتا 2013/1/13

“لقد اقبل دخول السنة يستدعينا لتبجيل مبهجها القديس باسيليوس الكبير رئيس اساقفة قيصرية كباذوكية, ففي اشتراكنا الان في تذكاره يا محبي الاعياد لا نفترن عن الهتاف قائلين: بارك يا رب اعمال يديك واهلنا ان نقضي مدار السنة حسنا”.
ايها الاباء والاخوة الاحباء
المطارنة الكلي الوقار
ايها المسيحيون الحسني العبادة

بنعمة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, الذي نحتفل بعيد ختانه بالجسد في هذا اليوم المبارك, اجتمعنا بفرح روحي في قاعة البطريركية المقدسة, لتقديس كعكة العيد التقليدية, والتي تحمل اسم القديس باسيليوس الكبير – (باسيلوبيتا) الذي نحتفل ايضا بتذكاره الموقر.

هذا التقليد الاحتفالي والكنسي يرتبط برباط وثيق مع دخول السنة الجديدة, سنة صلاح الرب, فمن خلال المسرة الالهية والابوية الفائقة, ولد المسيح كلمة الله في احشاء العذراء الطاهرة, حيث سبق وتنبا بكرازته مسبقا النبي اشعياء القائل :”لانادي بسنة مقبولة للرب ولفدائنا” (اشعياء 2:61). اما القديس بولس الرسول الذي يذكرنا بقول الرب: “الله وضع اوقات وازمنة تحت سلطانه الخاص” (اعمال 7:1).
ان هذه الاوقات والازمنة تتعلق بملكوت الله, هذا الملكوت الذي يغمر حيز الكنيسة من خلال سر تجسد كلمة الله في هذا العالم.
ان الاوقات والازمنة تشكلت داخل التاريخ بميلاد السيد المسيح بالجسد في مدينة بيت لحم, في سلطنة طيباريوس قيصر, اذ اصبح التاريخ يقاس قبل ميلاد المسيح, وبعد ميلاد المسيح, هذه الظاهرة الاولى والوحيدة في تاريخ البشرية, يجب ان تكون محور كل الاوقات والازمنة ومن ضمنها سنة 2013, لياخذ يسوع المسيح- الالهي الانساني- الدور الاساسي داخل صلب الكنيسة الذي هو راسها وجسدها غير المنظور والمنظور. ومن خلالها وباعتبارنا اعضاء في جسدها المقدس نستلهم ما قاله القديس بولس: “ايها الاخوة, برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله, بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم, لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة” (رومية 1:12 – 2).
هيا بنا لنرى ايها الاخوة والاحباء, انه وقت وزمن علينا فيه محاسبة ذواتنا على ما قمنا به في السنة الغابرة, وايضا لنستفيق وننظر بامعان لللامور الاتية لكي نخط سبيل حياتنا بمسلك الفضائل الحقيقية.
نتضرع لربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, ومع مرنم الكنيسة نقول : “ايها الكلمة الابن الازلي المتحد بالروح القدس. الصانع معه كل ما يرى وما لا يرى, بارك اكليل السنة حافظا جماهير المستقيمي الراي المسيحيين, في سلام بشفاعات والدة الاله, والقديس باسيليوس الكبير” امين.

وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون