1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الإلهي, في نهر الأردن – 2013/1/18

عطوفة محافظ أريحا,
فضيلة الشيخ,
قنصل اليونان العام,
الحضور الكريم,

إن الأرض الفلسطينية ومن خلال تاريخها الحافل والمفعم بالأحداث البارزة الدينية منها والدنيونة, جعلتها تتبوأ مركز الصدارة في العالم كله, فقد أهلت وبشكل فريد ومميز لان تكون الحضن الدافئ لاستقبال الديانات الإبراهيمية الثلاثة, هكذا شاء الله وهكذا أراد أن تتم مشيئته في هذه الأرض الصالحة. لذا أضحت الأرض الفلسطينية , الشاهد الأمين, والصادق, ومعين البركة الذي لا ينضب, للعالم بأسره, فالمناسبات الدينية التي تقام في أحضانها والتي تشمل الأعياد والاحتفالات السنوية المختلفة لجميع الأديان, فأصبحت كالقلادة يتعالى فيها البريق على الدر العقيق.

قبل عدة ايام احتفلت بطريركية الروم, وكل الكنيسة الارثوذكسيه بعيد ميلاد السيد المسيح, في مغارة بيت لحم. وما زالت الكنيسة تشق عباب بحر أعيادها, لتستقبل في هذا اليوم المليح, عيد عماد المسيح, في نفس نفس المكان الخاص, حيث كرز وعمد فيه القديس يوحنا المعمدان.
هذا العيد, عيد عماد المسيح, يعرف بعيد الأنوار, أو عيد الظهور الإلهي, لان النور الإلهي تألق ساطعا, فهو شعاع الروح القدس, الذي أنار المسكونة.
نحن الملتزمون في هذه الأرض المقدسة, والذين استناروا بالنور الإلهي غير الموصوف, تزداد فرحتنا في هذه السنة, لان عيد الغطاس تزامن مع الإقرار بقبول الدولة الفلسطينية كدولة غير عضو في الأمم المتحدة. هذا كله تم من خلال القيادة الرشيدة والجريئة للرئيس الفلسطيني محمود عباس, أبو مازن.
في هذه المناسبة السارة, كوننا البطريرك لكنيسة الروم الارثوذكسيه المقدسة, نتضرع لله الذي اسمه فوق كل اسم, إن ينير بنوره الإلهي الذي انسكب في نهر الأردن, عقول وأفكار ومواهب البشرية جمعاء, وان يوطد مسالك الحق والعدل والإنصاف فيها, وخاصة في هذه الأرض الطيبة وساكنيها, منعما على القادة بالمشورة الحكيمة, والسبل المستقيمة, لتحقيق أهدافهم الكريمة.
نتمنى لكم عيدا سعيدا مقرونا بالسلام العلوي الذي يفوق كل عقل.
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون