كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في تخريج طلبة مدرستنا الرومية الارثوذكسية مار متري في القدس ١. ٦. ٢٠١٣
سلام المسيح القائم من بين الأموات لكم جميعاً
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع،
اود أولاً ان اعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرسيكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة ، كما نقدر بإجلال واعتزاز عميقين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة وخاصة الأستاذ الفاضل والمربي الأستاذ سمير زنانيري مدير مدرستنا الذي يقود هذه الصرح الأكاديمي بكل تقان وإخلاص على ما بذله ويبذله من جهود كي يتمكن الطلبة الأعزاء في هذه المدرسة العريقة التي نعتز بها ونفتخر إلا وهي مدرسة مار متري في قدسنا الشريف من تخطى هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم للدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم.
ان الإنسان أيها الأخوة يستحق دائماً ان يكون في وطنه ، وتحفظ له حقوقه في فرص التقدم وتصان له كرامته خاصة في فلسطين الحبيبة حيث نجد فيه التعايش الأخوي المسيحي والإسلامي والاحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع واكبر مثال على ذلك العهدة العمرية التي عقدت وتمت في سماء قدسنا الشريف قدس الأقداس وهذه ان دل على شيء يدل على الوحدة الصادقة بيننا منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا ونؤمن أيضاً بان همومنا وأهدافنا وأمالنا واحدة ومدرستا مدرسة مار متري هي المثال لهذا النموذج الحقيقي لكي يبقى هذا الصرح الأكاديمي شمعة مضيئة في سماء الأقداس والأراضي المقدسة.
أننا نفتخر بالتغيرات الإيجابية والتقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال هذا العام والذي يشكل الخطوة العلمية الأولى حيث أقيم في هذا الصرح الأكاديمي الرومي معرضاً علمياً نعتز به ونفتخر به في طريق تنفيذ خطتنا التطويرية الخاصة بالمدارس الرومية الارثوذكسية في القدس الشريف وفي الأراضي المقدسة حيث أتت التغيرات الإدارية والأكاديمية في وقتها لرفع المستوى التعليمي والتربوي والادعاء الإداري المميز للمدرسة.
وهنا لا بد لنا في هذا الحفل إلا ان نقول كلمة حق أمامكم وأمام هذا الحشد الكبير من أبناء شعبنا نشيد بالدور الوطني والرياضي والديني والاجتماعي والفني ونشد على أيادي إدارة هذا الصرح الأكاديمي وخاصة الأستاذ الفاضل سمير زنانيري مدير المدرسة لوقوفه وقفة وطنية وتربوية واجتماعية أمام من حاول ويحاول تغيير المنهاج المدرسية وهنا لا بد ان نشير بان هذه القصة أخذت أبعاد خطيرة ولولا الجهود الجبارة التي بذلها بالتعاون مع المسؤولين التربويين في المدارس الوطنية الفلسطينية لم يتم تغير مناهجنا المدرسية التي بها نعتز ونفتخر وبهذه المواجهة لم يتم تغير المناهج التربوية وتغير المعالم الدينية والتاريخية والجغرافية والتراثية وإننا نؤمن بان شعبنا من دون تاريخ لا قيمة له وفي النهاية ليس له وجود ، وإننا فسوف نعمل بجد واجتهاد وإصرار على ما لدينا من قدرات وطاقات واتصالات من اجل الحفاظ على القدس الشريف التي تقع بطريركيتنا الرومية الارثوذكسية في قلبها وشريانها وبالإضافة الى ذلك لسوف نعمل بكل تقان وإخلاص وغيره من اجل تثبيت أبناء كنيستنا الرومية الارثوذكسية خاصة والمسيحيين في الأراضي المقدسة وجميع قدسنا الشريف من الحد من الهجرة الفلسطينية التي أخذت تتزايد رويداً رويداً وبسرعة في ظل الظروف الاقتصادية الوحيد للتواجد الفلسطيني المسيحي في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة هي بطريركية الروم الأرثوذكس ام الكنائس.
واني أتعهد أمام الله وأمامكم ان تستمر برامج تطوير المدارس الارثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والرياضي والثقافي والفني مع باقي المدارس التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس ” ام الكنائس ” حتى تصبح معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم في جامعاتنا في فلسطين وكبرى جامعات العالم حتى يتمكنوا ان يكونوا أعمدة في عملية تنمية شاملة في الأراضي المقدسة وان نزوع فيهم المحبة والتسامح والتواضع والوحدة فهذه الصفات التي علينا جميعاً ان نتحلى بها ولأننا بذلك نستطيع ان نصبح اولاداً حقيقيين لأبينا السماوي كما وصفنا في الإنجيل المقدس انتم ملح الأرض فإذا فسد الملح فبماذا يملح؟ وقال أيضاً انتم نور العالم فليضئ نوركم هكذا أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات. وان شاء الله لسوف تحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت آمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل والاستقلال وقد عم السلام في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع.
وفي الختام أنني اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجياً لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقيق ذلك وفي الختام كما قال الرب يسوع المسيح له المجد ” من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت الله”.
وكل عام وانتم بخير
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون