1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث لعيد القديسة فوتيني السامرية ٢. ٦. ٢٠١٣

“ان السامرية هتفت نحو المسيح الكلمة: انت هو ماء الحياة، فأسقني إذاً كل حين انا الظامئة الى نعمتك الإلهية أيها الرب يسوع، لئلا انضبط أيضاً بغليل أوام الجهل، بل أنذر مخبرة بعظائمك.”

أيها الأخوة الأحباء بالمسيح
أيها المسيحيون والزوار الحسنى العبادة .

اليوم هو الأحد الخامس من الفصح فكنيسة المسيح تحتفل بعيد المرأة السامرية. في هذا المكان، حيث يوجد بئر البطريرك يعقوب اب الآباء.
لهذا المكان، اعتبارٌ خاصٌ، فريدٌ ومميزٌ فانه يتجاوز حدود مركزه التاريخي والمقدس، انه المكان الذي يبشر بشهاد ربنا يسوع المسيح القائل:” الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا ” ( يو ٤: ٢٤).
هذا لان البئر الروحي مبني فوق وعلى البئر الطبيعي للبطريرك يعقوب اي المذبح المقدس لهذه الكنيسة الفريدة والمتألفة بجمالها والتي تحمل اسم القديسة فوتيني، تلك المرأة السامرية التي تؤكد حقيقة أقوال ربنا يسوع المسيح وما حدث بينهما عند البئر، فان هذا الأعلان الالهي ، موجه لكل إنسان يرغب بالحقيقة الخلاصية. ” أجاب يسوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه انا فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء الى حياة أبدية ” ( يو ٤: ١٣-١٤).

الماء الذي يعطي حياة أبدية، طلبته وشربت منه المرأة السامرية، التي أصبحت شهيدة معادلة للرسل، لإنجيل حقيقة ومحبة المسيح” فأسقني إذاً كل حين انا الظامئة الى نعمتك الإلهية أيها الرب يسوع، لئلا انضبط أيضاً بغليل أوام الجهل، بل أنذر مخبرة بعظائمك”. هكذا تصرح المرأة السامرية بفم مرنم الكنيسة.
نعم أيها الأخوة الأحباء ، المرأة السامرية كانت تعيش في حياة الجهل، فإن إيمانها بالله يتبع إيمان السامريين أبناء قبيلتها، هذا الإيمان (الجاف)، الذي يفتقد ويفتقر لمعونة وموهبة الروح القدس. ان هذه المرأة كانت تفتقر للخبز والشراب السماوي المعطي الحياة، للمسيح الإله القائل : ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لان جسدي مأكل حق وزني مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ” ( يو ٦: ٥٤- ٥٦).
لنرى ما يقوله لنا القديس يوحنا الدمشقي مرنماً: “نحن الذين نأكل خبز جسد الرب ونشرب دم جنب السيد فلنستسر بتجديد الروح ، عائشين بالنعمة”.
المرأة السامرية كانت إنسانة مثلنا ، كما نوه الرسول يعقوب في رسالته الجامعة ( يعقوب ٥: ١٧).
هذا يعني ان أقوال الرب الإله: ” الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا” ( يو ٤: ٢٤) . موجهةٌ الى جميع الناس بدون استثناء. فهي تخص كل واحد منا، وحسب شهادة الرسول يوحنا، يقول السيد المسيح: “انا هو الألف والياء، البداية والنهاية، انا اعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً” ( رؤيا ٢١: ٦). بكلام آخر المسيح المقام من بين الأموات، هو ينبوع الحياة، كما يشهد الرسول الإنجيلي يوحنا “ان عطش احد فليقبل الي ويشرب، من آمن بي، كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي” ( يو ٧: ٣٧- ٣٨)
الأمرأة السامرية والتي سماها ربنا يسوع المسيح لاحقاً ، بالمستنيرة ( فوتيني)، والتي أخذت إكليل الشهادة زمن الإمبراطور الروماني نيرون، مع أولادها السبعة، كما يذكر ذلك السنكسار، هذه المرأة السامرية أصبحت مشاركة في موت الغالب، المسيح الإله ، موت قيامة المسيح .
قيامة المسيح أيها الأخوة الأحباء: تدشن وتؤهل لنا حياة وسبيلاً جديداً، لان هذا العالم الزائل خداعٌ وغير مستقر، لذا لنا جمة عيشة أخرى أبدية (كمل يقول مرنم الكنيسة) ، لأننا معيدون لإماتة الموت، وهدم الجحيم، ونوال حياة أخرى أبدية
التذكار الاحتفالي للقديسة فوتيني، السامرية، في هذا الزمن الفصحي هو تأكيد لقوة قيامة ربنا يسوع المسيح، وهي إثبات قاطعٌ ان ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح (حقاً قام) .
ان هذا الحدث الحقيقي (ان المسيح حقاً قام) ، لا يجرؤ أحدٌ على إنكاره ، فكوننا قد نلنا سر المعمودية، وختمنا بختم وموهبة الروح القدس، وتسربلنا بالحق والحقيقة بقوة وقيامة المسيح الظافر، كما أولئك الذين شاركوا في دم المسيح المصلوب، بسفك دمائهم من اجل إيمانهم القويم.
على هذا المنوال، فان زملائنا في البشرية وفي أيامنا الحاضرة ، ينتظرون منا نحن المسيحيين، لنؤكد لهم حقيقة وقوة القيامة، ليس من خلال الكلام المنمق والبسيط فقط، لكن من خلال منهجنا الأصيل، حيث تتجدد حياتنا باستمرار بالمسيح المقام .
وأخيراً أيها الأحباء لنرى ما قالته القديسة فوتيني: “هلم فأبصروا المسيح الذي يمنح العالم الرحمة العظمى”


المسيح قام حقاً قام
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون