1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة تخريج طلاب مدرسة الرملة عام 2013/7/6

الآباء الأجلاء حضرة مدير المدرسة العزيز والهيئة الإدارية والتدريسية الطلاب والطالبات أولياء الأمور الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع.
سلام المسيح لكم

أود أن اعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية واستحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري واعتزازي بأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد وتضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد ومتنوع من حيث المعرفة والخيارات والمسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان, أيها الأخوات والإخوة, أن يعيش في وطنه وان يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الإيمان وفي تطوير الذات وتوفير الفرص للتقدم وللنهوض بالمجتمع, ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاة المشروع, عليه التسلح بالإيمان بالله ومعرفة حقائق العصر ومواكبه التطور وتوظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح, وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع احد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.
إن إصلاح كل شيء بالمجتمع يبدأ بالتعليم وبه يرتقي الإنسان إلى مراكز اجتماعية ووطنية ليكون نجما في سماء وطنه الذي ترعرع ونشا فيه, ويكون سندا لمجتمعه وعائلته, ويساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه, وهكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم والتطور التي يصنعها الإيمان بالله والعلم.
وسيدنا المسيح يأمرنا بان نشارك العالم اجمع بمعرفتنا فيقول “انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات والنور الذي يتحدث عنه سيدنا المسيح هو نور الإيمان ونور المحبة والتسامح. ولكي نكون نورا للعالم, علينا أن نتسلح بالإيمان والعلم ونثابر في سبيلهما ونوظفهما لخدمة الوطن بالأساليب التي تناسب مواهبنا وقدراتنا التي منحنا إياها الخالق عز وجل.
ومن هذا المنطلق, فان دعم التعليم ورفعة المستوى التعليمي وتوفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء الأراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا إيماننا المسيحي وانتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الأراضي المقدسة. إننا نتعهد أمام الله سبحانه وتعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الرومية الأرثوذكسية وتطوير برامجها الأكاديمية وتشجيع تعاونها العلمي والرياضي والثقافي والفني مع كل من يشاركنا في هذه الرؤية.

وهنا لا بد أن نشير إلى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية والتعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة, مقدرا جهود الطلبة وإخلاص إدارة المدرسة ومعلميها ومعلماتها هنا لا بد أن نشير بان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرج أناسا لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذي نعتز ونفتخر بهم. والذي نصلي من اجلهم ونطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمدا.
وان شاء الله لسوف نحتفل في مثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت أمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل وان يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع.
ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلم من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.
وفي الختام إننا نثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجيين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقق ذلك.
وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون