1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة العيد الحافل للرسل الاطهار 2013/7/13

“يا بطرس وبولس محارثي الحكمة, حكمة الله, واندراوس ويعقوب ويوحنا الحكيم, وبرثلماوس وفيلبس وتوما. ومتى وسيمن ويهوذا, ويعقوب الالهي, يا زمرة التلاميذ الاثني عشر الكلي الاكرام, الذين انبثقوا في كل العالم فكرزوا فيه بالثالوث القدوس انه اله ازلي بالطبع, يا ابراج الكنيسة الراسخة واعمدتها التي حقا لا تتزعزع. ابتهلوا الى سيد الكل من اجل نفوسنا”.

ايها الاخوة الاحباء
ايها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة.

الثالوث الكلي القداسة, الله السرمدي بطبيعته غير المدركة, جمعنا كلنا اليوم, في هذا المكان المقدس,حيث التقى السيد المسيح بعد قيامته المجيدة بسبعة من تلاميذه على شاطيء بحيرة طبريا. “بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية”. (يو 1:21). “ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطيء. ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع” (يو 4:21).

في هذا اليوم المبارك, الا وهو عيد الرسل الاطهار الاثني عشر, جمعنا الثالوث القدوس لتتميم شعائر الاحتفال, وكما هو متداول, فان هذا العيد هو امتداد لعيد القديسين بطرس وبولس العظيمين في كراسي الرسل, وذلك لان انبياء العهد القديم, والرسل القديسين في العهد الجديد, يؤلفون سوية حجر الكنيسة الاساسي, والمسيح هو حجر الزاوية كما يقول الرسول بولس.
“مبنيين على اساس الرسل والانبياء, ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركبا معا, ينمو هيكلا مقدسا في الرب” (افس 2 : 20 – 21).
ان الصيادين حكماء المسكونة, اي الرسل القديسين, قد دعاهم الروح القدس, روح المسيح لتولي سدة الرسولية, لتتميم عمل الكرازة, كما يقول مرنم الكنيسة: “ان النور المشرق قبلا من النور خلوا من زمان قد اظهر متجسدا في زمان اللذين على الارض. وانار العالم بكم يا كليي الغبطة. لذلك نحتفل نحن كلنا المستنيرين بتعاليمكم الالهية مكرمين تذكاركم ايها الرسل”.

بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء:
“النور المشرق قبلا من النور خلوا من زمان ق اظهر متجسدا”, ما هذا الا كلمة الله يسوع المسيح الذي اعطى سلطانا لتلاميذه الرسل الاطهار, كما يشهد بذلك الانجيلي متى: “ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها, ويشفوا كل مرض وكل ضعف” (متى 10:10) .
الرسل الذين اختارهم الله, وجدوا في شخص يسوع الناصري الوسيط بين الله والناس, لهذا السبب التصقوا به واصبحوا تلاميذ لكلمة الله المتانس؛ حيث كرزوا بان كلمة الله هو اله كامل, وانسان كامل, قد دخل في العالم, كما اوصاهم منذ البدء.
لهذا اصبح جليا ان الرسل القديسين المختارين من الله, هم الضمان للتعليم الصحيح, اي ايمان الكنيسة الخلاصي ضد تعاليم الرسل الكذبة المدعوين من ذاتهم. لنرى ما ينوه به بولس الالهي بالنسبة للاخلاق والمواقف الروحية لاساقفة الكنيسة الذين يحفظون الخلافة الرسولية فيها بالروح القدس. “لانه يجب ان يكون الاسقف بلا لوم كمدبر لله… ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم, لكي يكون قادرا ان يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين” (تيطس 1 : 7 – 9).
ان كل مؤسسة الكنيسة المحفوظة بالروح القدس, والذُ حل على كل واحد من رسل وتلاميذ المسيح في علية صهيون يوم العنصرة (اعمال 2 : 1), “فيها يكمن اساس ثابت غير متزعزع للتعاليم والتقاليد الرسولية التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا” (2 تسالونيكي 2 : 15).
هذه التعاليم والتقاليد المميزة, التي تحافظ عليها الكنيسة وتسير بموجبها, مدونة بطريقة واضحة ومعلنة للملا في دسور الايمان النيقاوي, الذُ اعلنه اساقفة الكنيسة في المجمع الاول المسكوني في مدينة نيقية… “اومن… بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية…”.
اما معلم المسكونة القديس يوحنا الذهبي الفم يشير لمعنى استحقاق الرسولية فيقول :”النبي هو الرئيس… الراعي والمعلم هو الرئيس الروحي, لكن بالنسبة لكل هؤلاء جميعا, فاكبر رئاسة هي الرئاسة الرسولية”.
هلموا اذا ايها الاخوة الاحباء, لماذا كنيسة المسيح تعطي معنى خاصا لعيد وتذكار الرسل الاثني عشر الاطهار, حيث نقيم هذا التذكار الحافل في هذا المكان قرب شاطيء البحر, حيثعمل الرسل كالصيادين.
نتضرع الى الله ومخلصنا يسوع المسيح ومع المرنم :”لما اهلتني بافراط محبتك للبشر وغزارة صلاحك. للحضور الي انا الانسان واتخاذ الجسد. يا مخلصي النور الذي قبل الدهور. حينئذ اظهرت تلاميذك الرسل انوارا ثانوية. يتلالاون ببرق بهائك. وارسلتهم ينيرون الخليقة كلها بنورك الالهي, ويبتهلون اليك ان تنير وتخلص نفوسنا.”

كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون