1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة القديسين بطرس وبولس 2013/7/13

“لقد منحت الكنيسة رسوليك الموقرين بطرس وبولس فخرا لها يا محب البشر, فها يسطعان فيها بصفة نيرين عقليين ومثل كوكبين ناطقين يتالقان نورا مضيئين المسكونة كلها. وقد جلوت بهما الظلام الغربي. يا يسوع القدير مخلص نفوسنا”. هكذا يصرخ مرنم الكنيسة
ايها الاخوة الاحباء بالمسيح
ايها المسيحيون الحسني العبادة.

لقد اشرق لنا اليوم عيد بهيج, في هذا لماكان التاريخي كفرناحوم, الذي سطر مرارا وتكرارا في جنبات الكتاب المقدس؛ فهو عيد جليل لتذكار هامتي الرسل بطرس وبولس, الحاملين نعمة وموهبة الروح القدس, فانهما يعتبران فخر الله الاب محب البشر للكنيسة المقدسة, لان القديس بطرس قد تم اختياره صخرة راسخة للايمان, اما القديس بولس فيعتبر كاروز المسيح للكنيسة الجامعة المقدسة.

ان كوكبي الكرازة الرسولية اللذين يتمتعان بالعقلية النيرة يعتبران مصدرا واشارة لما يتعلق بالحجر الاساسي للكنيسة, الا وهو ربنا والهنا يسوع المسيح مخلص العالم كما يشهدان بذلك في فحوى رسائلهما. فالقديس بطرس يقول: “الذي اذ تاتون اليه, حجرا حيا مرفوضا من الناس, ولكن مختار من الله الكريم” (1 بط 2 : 4).
اما بالنسبة للرسول بولس كاروز الكنيسة فيوضح قائلا: “حسب الله المعطاه لي كبناء حكيم, قد وضعت اساسا, واخر يبني عليه. فانه لا يستطيع احد ان يضع اساسا اخر غير الذي وضع, الذي هو يسوع المسيح” (1 كور 3 : 10 – 11).
اعتراف الرسول بطرس: “انت هو المسيح ابن الله الحي” (مت 16:16), والاعلان للرسول بولس انه يعمل “حسب نعمة الله المعطاه لي كبناء حكيم… ” (1 كور 3 : 10 – 11), هما الاشارة والدليل الاساسي, لنعمة الرسولية المميزة والفريدة التي يتمتعان بهما.
الرسولان بطرس وبولس ثبتا رواسخ الكرازة الرسولية للعمل الخلاصي للمسيح الاله الذي اشترانا نحن البشر بدمه الثمين. “عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى, بفضة او بذهب, من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الاباء, بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح, معروفا سابقا قبل تاسيس العالم, ولكن اظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم” (1 بط 1 : 18 – 19).
“”
مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح, الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح, كما اختارنا في قبل تاسيس العالم, لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة… الذي فيه لنا الفداء بدمه, غفران الخطايا, حسب غنى نعمته” (افسس 1 : 3 – 4, 7).
بالنسبة للرسولين اللذين نكرمهما اليوم, ايها الاحباء, فان المسيح ابن الله الحي هو فاديا للعام, وهو الفادي لكل واحد منا من عبودية الفساد والخطيئة والجور والمكر, فشخص كلمة الله يسوع المسيح قد تجسد من دماء العذراء والدة الاله الدائمة البتولية مريم.
ان الرسولين (المنفصلين جسدا والمتحدين روحا) شاهدا مجد الله. بكلام اخر فانهما قد شاهدا الفداء بالمسيح, كما يكرز رسول الامم بولس: “اذ الجميع اخطاوا واعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (رومية 3 : 23 – 24).
الخطيئة يعني التمرد (ابو ستاسيا) لمشيئة الله وارادته, فهي التي جردت الانسان وذريته من مجد الله, وكذلك جردت الانسان من شركة الروح القدس, شركة مخلصنا يسوع المسيح, لكن مع كل نتاج هذه المعصية, برزت محبة الله غير المدركة للانسان, واهبه اياه ثانية, حلة الخلاص المجيدة, ليتسنى للانسان العودة لنوال الشركة مع نعمة الروح القدس الذي (يسكن في هيكل الله). “اما تعلمون انكم هيكل الله, وروح الله يسكن فيكم؟ ان كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله, لان هيكل الله مقدس الذي انتم هو” (1 كور 3 : 16 – 17), هكذا يقول القديس بولس الرسول.
“وان عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم, لان روح المجد والله يحل عليكم, اما من جهتهم فيجذف عليه, واما من جهتكم فيمجد.” (1 بط 4 : 14). هكذا يقول الرسول بطرس.
هذه بالتدقيق رسالة الكرازة والتبشير, فهي تقدم سبل التوبة الصادقة لخلاص الانسان للرجوع الى احضان المسيح الاله, لهذه الكرازة دعي الرسولان بطرس وبولس بدعوة الهية خاصة. كما يقول مرنم الكنيسة: “لنمتدحن كلنا بطرس وبولس الالهيين. هامتي الرسل وكوكبي المسكونة, وكاروزي الايمان. والبوقين الصادحين بالالهيات, ومظهري العقائد وعمودي الكنيسة, وداحضي الضلالة”.
نتضرع لالهنا ومخلصنا يسوع امسيح الذي انار بصيرتي القديسين والرسولين بطرس وبولس بالنور الالهي غير المدرك, ان ينرنا نحن ايضا بنوره الالهي بشفاعتهما غير الردودة, لنصبح مستحقين لنوال الخلاص, باستنارة نفوسنا واجسادنا, الذي له كل تمجيد واكرام مع ابيه وروحه القدوس الان وكل اوان الى دهر الداهرين امين.

كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون