1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في زيارة رئيس الوزراء الاردني12/9/2013.

دولة رئيس الوزراء ، اصحاب المعالي والسعادة والعطوفة …
انه لمن دواعي البهجة والسرور والشرف العظيم ، أن نحظى بلقائكم ، بعد أن لبينا دعوة دولة رئيس الوزراء الكريمة للحضور الى هذه الديار العامرة التي تضم في رحابها أكابر الدولة وأعيانها ، من الافاضل والوجهاء.
إننا نعترف وبكل صدقٍ أن هذا المكان الأبي يعتبر بيتاً وملجأً لنا ، فإننا نشعر فيه كأصحاب بيتً ، فهذه العلاقة الوطيدة ، تنم عن الختم الأصيل لاستمرارية التراث المشترك ، الذي ما زال يعلو باسقاً نحو العلاء، فها التراث الهاشمي المقرون بتراث الخلفاء الراشدين من ناحية يتعاضد مع التراث الرومي الآبائي الذي ما زال ينبض بحيوية ، من خلال أصالة البطريركية الرومية ، التي ما زالت تحافظ على الوديعة الموضوعة على عنقها والتي تشمل الأراضي والاماكن المقدسة ، وخاصة في مدينة القدس الشريف .

إن هذه الدعوة الكريمة ، لهي تعبيرٌ صادقٌ وإشارة حقيقية ، على استمرارية نمو أواصر العلاقة فيما بيننا من ناحية ، وبين فئات المجتمع وطوائفه من ناحية أخرى لتكون قدوة ومثالاً يحتذى به. ونحن كرئاسة روحية في البطريركية المقدسة ، نفتخر بعظمة وسمو هذه العلاقة المميزة والنموذجية التي تربطنا مع إخوتنا في الاردن الحبيب.
قبل عدة أيام ، اشتركنا ورؤساء الكنائس الاخرى في الشرق ،بمؤتمر التحديات للمسيحين العرب ، حيث طرحت فيه جميع القضايا والأجندة ، حتى الجوانب السلبية التي يعاني منها المسيحيون.
إنه من دواعي الفخر والتقدير أنه أتيحت لنا في هذا المؤتمر الحرية الكاملة للتعبير عن كل ما يجيش في قلوبنا وخلجاتنا ، فكانت لنا الحرية الكاملة ، المقرونة بالود والاحترام ، سواءً في التكلم أو في الأصغاء ، علماً أننا نمر بفترة صعبة ، حيث تحيط بمنطقتنا القوى المتطرفة بأشكالها المعروفة ، التي لن ولم تستطع أن تؤثر على ثبات ورساخة هذه العلاقة ما بين الطوائف المسيحية والمملكة الاردنية الهاشمية. ومن المعروف أن القوات الظلمة المنظورة وغير المنظورة ، تعمل على تقويض هذه العلاقة الحميمة التي تمتد جذورها إلى عمق الماضي السحيق. أن بطريركية الروم الارثوذكس ، كمؤسسة دينية ، وكمؤسسة روحية ، تحافظ وبملء قدراتها على المقدسات التي يشهد لها التاريخ المقدس ، والتي لا يستطيع أحدٌ أن يرفض صحتها . أنه غنيٌ عن التعريف، على أن صاحب الجلالة ، الملك عبد الله الثاني ، هو الحارس والوصي عن هذه المؤسسات التاريخية المقدسة .

دولة رئيس الوزراء :
اننا نقدم لكم خالص التقدير العميق ، من أجل الجهود الحكيمة التي تبذلونها لمصلحة المملكة ، وخاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشرق الاوسط ، وخاصة في سوريا وجيرانها . نتمنى من الله أن يمن لسعادتكم بكل خير وعرفن ، وأن يسدد خطاكم في سبيل إنجاح الوطن ، آملين منه تعالى أن يمد في أيامكم آزراً اياكم بمعونته الإلهية ، طالبين من الرحمة والحماية لأنه معين السلام والمحبة ، لأن محبته هي القادرة على إنارة أذهان الرؤساء ، لأننا دعاة سلام ووئام ، وأن يبعد عنا كل أنواع الحروب والظلم والاستبداد ، لأنه لا توجد أي كلمة اسما من كلمة السلام ، والسلام لكم . أمين

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم