1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمنسابة وضع حجر الأساس في بير زيت 2013/9/22

الحضور الكريم

بناء الرعية الحسنة العبادة الحاملة لاسم المسيح, أهالي هذه البلدة الفلسطينية العريقة, بير زيت,

ان هذا الاحتفال الروحي البهج لوضع حجر الأساس لبناء صرح العبادة, لربنا والهنا الكلي القدرة, وبتكريم الشهيد العظيم جوارجيوس لابس حلة الظفر, الذي يعود انتمائه من جهة ابيه الى قيصرية كباذوكية, ومن جهة أمه إلى بلد الخضر الفلسطينية, يعتبر هذا اشارة للصلاح, سواء على صعيد بطريركية الروم الأرثوذكس الأورشليمية وسائر فلسطين من ناحية, وأيضا الدولة الفلسطينية العلمانية التي تأسست حديثا, من ناحية أخرى.

بالنسبة لبطريركية الروم الأرثوذكس, هي إشارة إلى الصلاح, لأنها تؤدي خدمتها الرعوية التقليدية الأصيلة والمتواصلة بدون كلل أو ملل, وبدون انقطاع, هذه الخدمة الجليلية, مقرونة بالمحبة الخالصة الحقيقية, بدون أي تمييز أو تفرقة, وأيضا إشارة للمحبة الإلهية الفائقة للبشرية قاطبة, المتعاضدة مع محبة القديسين الشهداء, من خلال محبة الله يسوع المسيح الذي يجسد من اجل خلاص البشرية في العالم اجمع, في هذه الأرض المقدسة خاصة.

فالبطريركية الرومية الأورشليمية تلهج بكلام الرب باستمرار مرددة: “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس, لكي يروا أعمالكم الحسنة, ويمجدوا أباكم الذي في السموات” (متى 5:16).

أما بالنسبة لدولتنا الفلسطينية, فهي إشارة للصلاح, لأنها تجسد أعمالكم ومخططاتها ليس بالكلام فقط, لكن من خلال الأعمال والأفعال السامية والقيمة والهادفة, فإننا نلاحظ مفاعيل هذه الأعمال, من خلال التعايش والانسجام والترابط والاحترام المتبادل في التعبير الحر, خاصة في تأدية حرية الإيمان, والعبادة للطوائف الدينية المختلفة, التي تشمل كل الشرائح في المجتمع, المكونة لهذا النسيج المترابط لشعبنا الغالي البطل, الذي يؤمن بالوحدة الشاملة بين فئات أبناء هذه الدولة الفلسطينية الأصيلة.

إن بلدة بير زيت ما هي إلا الرمز المنير, لما قدمته من جهود جبارة, من خلال صراعها ونضالها المستميت, من اجل كسب الاستقلال والوطنية الحقيقية, لتبقى السيادة, والمبادئ للديمقراطية, وحرية الكلمة الأكاديمية في هذه الأرض الغالية الفلسطينية.

إن البطريركية الرومية الأورشليمية, هي مؤسسة أصيلة في هذه الأرض التاريخية, وذلك من أكثر من 2000 عام, هذه البطريركية لعبت دورا مركزيا, من اجل الإسهام في حقيقة الشركة والاتصال والوجود, لان تاريخها يتطابق بشكل مباشر مع تاريخ هذه الأرض المقدسة, ومع التاريخ السياسي والقومي للشعب الفلسطيني, وكذلك مع التاريخ الديني والقومي لطوائف المسيحيين الأصليين القاطنين في هذه الأرض التاريخية.


الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون