1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاستقلال القومي 2013/10/28

سيادة قنصل اليونان العام السيد يوغوس الجزيل الاحترام
الاخوة والاباء القديسين الاحباء.
ايها المؤمنون, والزوار الحسني العبادة, الحضور الكريم.

ان الكنيسة الاورشليمية المقدسة, مع الرعية الحاملة لاسم المسيح, واخوية القبر المقدس اخويتنا المجاهدة الجهاد الحسن؛ الذين يشاركون في بهجة هذا العيد الاحتفالي الرومي والاممي اليوناني, في هذه الذكرى السنوية التاريخية (اوخي 1940/10/28). ومن الواجب المقرون بالتقدير الكبير, نزلنا الى كنيسة القيامة الكلية القداسة لالهنا وربنا يسوع المسيح المقام, حيث ارسلنا ابتهالات وتضرعات وطلبات, تمجيدية ذوكصولوجية للاله المثلث الاقانيم الكلي القداسة, ذلك بمناسبة التحرير من عبودية الاحتلال والاستعمار والوحشية الغير الانسانية, بمشاركة النازية الهترلية, والفاشيه الغاضبة المتواطئة, التي كابدتها امتنا العريقة من جراء هذا الاستعمار البغيض.
بالاضافة الى ذلك ايضا, فان كنيستنا المقدسة, اقامت تذكارا وتضرع من اجل نفوس الراقدين والمطوبين والشهداء البواسل اخوتنا الذين سقطوا بعزة وكرامة من اجل الدفاع عن تراب الارض, واستقلال قوميتنا العريقة وكامل الارض المسبية, والحفاظ على قيم المقدسات الالهية, المقرونة بالاحترام والحرية لشخص الانسان الذي صنع على حسب صورة الله ومثاله.

ان التذكار الاحتفالي اليومي, الذي حصل سنت 1940, يشمل معنى خاصا لوقتنا الحاضر العصري بمفاهيمه, والمتقدم في مجالاته المختلفة وخاصة التكنولوجية منها, نقول هذا لان التشكيل الجديد (نيو فورم) للفاشية والنازية, والتي تخطط بدهاء كبير, لتحدد شكل ومصير الانسانية, وخاصة الامم التي تعتنق وتتماشى وفق مباديء انجيل محبة المسيح, من خلال الروح العلاجية الخلاصية للكنيسة المقدسة, اي كنيستنا الشرقية الارثوذكسية.
ان هناك دلائل واشارات وبينات ثابتة وملموسة, تشير الى السيطرة النازية والفاشية فهذه المؤسسات الغاضبة وتحت اسم التقدم والديموقراطية, تقوم بمحاولات عديدة ومدروسة لتخضع تحت ارادتها الشعوب الضعيفة الواهنة اقتصاديا, وخاصة دول الشرق الاوسط, وهم جيراننا الذين يعانون الامرين مثلنا, مثل مصر وسوريا حيث تجمعنا معهم الانسانية الحقيقية.
ومن المؤسف ان مكان العبادة المخصص للاله المحب البشر وحدهم هذا الاله التي محبته لا يستقصى اثرها, قد تحول لى محبة الميموناه (اي المال), واصبح الاله الذي يعبد هو اله ظلمه هذا الدهر, الممزوج بالخطيئة والجور والظلم والبهتان.
هذه الذكرى ذكرى (اوخي 1940/10/28) التي تكرمها كنيستنا اليوم, هي تذكار الحسد والباطل والكراهية, وحساب الرسول بولس هو: الشيطان رئيس هذا العالم, لكن هذا التذكار من ناحية ثانية القوة الفائقة, الضابطة الكل, الخاصة بالمسيح الاله المتجسد بمحبته القصوى, والله العظيم, الله الاب الهنا وروحه القدوس.
فها اشعيا ذو الصوت الجهور يقول: “هوذا السيد رب الجنود يقضب الاغصان برعب, والمرتفعو القامة يقطنون, والمتشامخون ينخفضون ويقطع غاب الوعر بالحديد” (اشعيا 33:10).
اوخيرا سنرفع كاسنا, ونصرخ ونقول: يعيش 10/28, يعيش اليونان وتعيش اخوية القبر القدس, وتعيش الرومية الاصيلة.
كل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون