1

رسالة غبطة بطريرك المدينة المقدسة الى غبطة بطريرك انطاكية

رقم السجل : 1202

صاحب الغبطة والقداسة، بطريرك مدينة الله العظمى أنطاكية، وسائر المشرق ، الأخ الحبيب بالمسيح، ومشاركنا في القدّاس الإلهيّ كيريوس كيريوس يوحنّا، نعانقكم بالربّ، ونحييكم ونبارككم بفرح عظيم.

تسلّمنا مؤخّراً رسالة غبطتكم الجليلة والمبجّلة (رقم السجل 2013/396) الصادرة في تاريخ 6 أكتوبر 2013 ، وفيها تنقلون لنا قرار مجمعكم المقدس الذي يتعرّض لقرار مجمعنا المقدس بشأن انتخاب ورسامة رئيس أساقفة قطر المطران مكاريوس الموقّر. لقد قرأنا مع المجمع المقدس رسالتكم باهتمام بالغ ، ودرسناها بعمق، وإمعان .

وعليه ، نودّ بهذا أن نضع أمامكم وبكل سرور، خير ردّ يمكننا، على رسالتكم المذكورة. وقبل ذلك، ونيابة عن المجمع المقدس نودّ أوّلاً أن نشاطركم ،ومن اعماق القلب الصعوبات, والمحن، والتجارب التي تمرّ بها شقيقتنا كنيسة أنطاكية ، والشعب السوريّ العزيز, والتي لا طالما عبّرنا عنها من خلال تعاوننا الطويل مع سلفكم الخالد الذكر بطريرك انطاكيا أغناطيوس هزيم رحمه الله, في اجتماعات رؤساء البطريركيّات الكبيرة للشرق الأوسط في الأردن وقبرص, وزيارتهم للاتحاد الأوروبي، كما أظهرنا أيضًا دعمنا الشديد للّاجئين من الشعب السوري، وإخواننا النازحين في مخيم الزعتر في الأردن, كما أدنّا بشدّة اختطاف اثنين من الكهنة، شقيقك نيافة متروبوليت حلب والإسكندرونة بولص المحترم ، ومطران الكنيسة السريانية اليعقوبية سيادة مطران حلب غريغويوس الموقّر.

إنّ المسألة الراهنة, والتي لا ينبغي لها أن تكون مشكلة تستحقّ أيّ ذكر, هو أنّ الكنيسة الشقيقة أنطاكية ترى لديها مشكلة أساسيّة في انتخاب ورسامة سيادة رئيس الأساقفة مكاريوس الموقّر لدولة قطر. لقد كنّا بيّنا لكم على نطاق شامل، أسباب الوجود الكنسيّ ، والنشاط الرعويّ لبطريركيتنا في إمارة قطر من خلال رسالة ردّنا إليكم (رقم السجل. 213) الصادرة في تاريخ 19 مارس 2013. لذا نرجو ألاّ نعود إلى تكرار نفس التفسير والشرح الذي ورد في رسالتنا تلك.

إنّنا في رسالتنا هذه، نكتفي بأن نتجاهل ونزيل الشك الذي أثارته كنيسة أنطاكية بشأن كنيسة القدس. ذلك أنّنا لم نتوجّه إلى أية شقيقة أخرى من الكنائس الأرثوذكسيّة، ولم نحتجّ لديها, ولكننا استجبنا إلى دعوة وزارة الخارجية اليونانية من خلال إرسال وفد خاص بنا، التقى واجتمع بوفدكم، ووفد البطريركيّة المسكونيّة في وزارة الخارجيّة اليونانيّة.
لقد تمّ في هذا اللقاء الذي عقد آنذاك تحت رعاية نائب وزير خارجية اليونان, السيد كوستاس تسياراس, ومدير مكتب إدارة الشؤون الكنسية والدينية, السيد خارالامبوس مانيسيس, تقديمُ البيّنات والتصريحات والمقارنات من قبَل كلّ من بطريركية أنطاكيّة وبطريركيّة القدس بشأن السلطة الكنسيّة لإمارة قطر, لكنّه لم يتمّ التوصل إلى أي اتفاق بشأن هذه المسألة .ولقد اقترح وفد بطريركية القدس في حينه أن تقام لجنة من أساتذة القانون الكنسيّ، يكون من شأنها دراسة وبحث المسألة بأكملها، وتتّخذ القرارات بخصوصها.

إنّنا نقترح الحوار بيننا ، حتى يمكننا حلّ هذه المسألة. ومع ذلك, وفي حال عدم قبول صاحب الغبطة هذا الحوار, كما كنتم قد أخبرتومونا في رسالتكم الأخيرة, والوصول إلى وضع لا تعترفون به ببطريركية القدس, فلسوف نشعر بالأسى والألم العميقين، لأنّ هذا العمل لن يقطع التواصل والتعاون والوحدة في المسيح بين كلتا كنيستينا الشقيقتين المتجاورتين فحسب ، بل سيؤدي إلى أضرار جسيمة تعود على الكنيسة الأرثوذكسيّة جمعاء . ومع ذلك, وفي مثل هذه الحالة المؤسفة, لن نتوقّف عن الصلاة من أجل كنيسة أنطاكية الشقيقة، بل سنستمر في التواصل بالمسيح معها دائمًا .

إنّنا إذ ننتظر ردكم الإيجابيّ بشأن تشكيل لجنة لدراسة القضيّة بكاملها، نعانقكم بالمسيح مانح الحياة من القبر المقدس ، وسنبقى معكم على العهد دائمًا.

القدس الشريف، 11 أكتوبر 2013

لصاحب الغبطة الموقر

الأخ الحبيب في الرب

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون