كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة غدا الميلاد ـ في مدينة بيت لحم

حنا عميرة رئيس لجنه الشوون المسيحيه في دوله فلسطين المطارنه والاباء الاجلاء، ايها الحضور الكريم.
ان هذه الدعوه الكريمه، جمعتنا اليوم وللمره الثانيه، لاستقبال ميلاد المخلص، وهنا نحن نهني انفسنا وذواتنا لنعاين شمس العدل الاتي لينير البشريه بنوره وعدله الالهيين . ( عادل انت ايها الرب وجميع احكامك مستقيمه، وطرقك كلها رحمه وحق.) ( سفر طوبيا ٢:٣)، ان حدث الميلاد له وقع وصدى في جميع انحاء المسكونه لأن الله دخل تاريخ البشريه من خلال ابنه الوحيد كلمة الله المتجسد- في هذا المكان المحدد منذ الدهر- مدخلاً مسار الانسانيه حيز التاريخ المقدس، لا بل انه فصل التاريخ الى ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد. فنحن بصدد تنازل الهي غمرته المحبه الفياضه ، لذا لم نأت لنعايش تراثاً شعبياً او نستمتع الى قصة اسطوريه ،لكن اتينا لنشهد لديمومة الكلمه الالهيه ، الذي اخذ جسداً حقيقياً صائراً في شبه ما خلا الخطيئه .

هذا الاله الذي تردد بين البشر ، عاش بيننا ممتلئا من الحكمه والنعمه والحق
ان الدور الرئيسي لبطريركية الروم الاصليه في التاريخ والعقيده والايمان ، ان تكون الشاهد الامين والوفي لعمل الرب الخلاصي في الارض المقدسه وخارجها
ان ميلاد المخلص يعبق باريج للمحبه والسلام والوئام ما بين الشعوب قاطبه حيث فضائل البذل والعطاء والتضحيه والمسامحه تزهر شامخه فحاشا ان يكون فينا ذاك القوم الذي قال عنهمالسيد المسيح ( هذا الشعب يكرمني بشفتيه اما قلبه فمبتعد عني)(مرقس ٦:٧)..
نشكر وبخالص الود والعرفان، فخامة رئيس الدوله الفلسطينيه محمود عباس (ابو مازن) من اجل قيادته الحكيمه طالبين من الله ان يسدد خطاه لما فيه من مصلحة هذا الوطن الغالي ، وبالاخص تراث شهادة ايماننا أي الاماكن المقدسه، التي يرعاها الله بحكمته وعنايته الفريده ، وما لنا إلا ان نضم صوتنا من الجند الملائكي وننشد هاتفين
( المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسره)
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينه المقدسه اورشليم