1

كلمة صاحب الغبطه بطريرك المدينه المقدسه اورشليم كيريوس كيريوس الثالث بمناسبة بدء السنه الجديده، وختان الرب يسوع بالجسد.

سعادة القنصل العام اليوناني.
ايها الاباء المحترمين.
ايها الاخوه الاحباء، ايها المؤمنون، والزوار الحسنيو العباده.

(روح الرب عليّ، لانه مسحني لابشر المساكين. ارسلني لأشفي المنكسري القلوب.
لأنادي للمأسورين بالاطلاق وللعمى بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحريه. واكرز بسنه الرب المقبوله) (لوقا ١٩-١٨:٤).
يقول الرب بفم اشعياء النبي.
كنيستنا المقدسه في المسيح، جمعتنا اليوم في هذا المكان المقدس، في باحة البطريركيه الاوشليميه الموقره، لنحتفل بابتهاج وحبور، لنودع السنه العابره التى ولت، واعلان بقدوم وبدء السنه الجديده، سنه الرب المقبوله، سنة جود وصلاح الرب يسوع المسيح.

من الجدير بالذكر، ان في كنيسة المسيح، لا وجود للزمن المخلوق في كنهها، انما فقط في ملكوت الله الابدي. هذا يعني: ان تحديد المعنى للزمن حسب مفاهيم الكنيسه، لا يتاثر (بالخرافات المصنعه)، كما يظن التفكير الانساني. لكن ليفهم من الكنيسه بقوة واستناره الروح القدس. روح المسيح، الذي قال لتلاميذه: (ليس لكم ان تعرفوا الازمنه والاوقات التي جعلها الاب في سلطانه) (اعمال ٧:١).
كلمة الله الذي تجسد في مغارة بيت لحم، وولد من مريم العذراء، اعلن لنا جهاراً، من خلال تعاليمه الالهيه، الرؤيه الجليه في الفصل بين اوقات الفساد، واوقات غير الفساد، أي طرق ومسالك الخطيئه التى تصنع فساداً. ومناهج التوبه التى تؤدي الى الخلاص. ( لم ات لادعو ابراراً بل خطاه الى التوبه) (لوقا ٧٩:١). هكذا يقول الرب. نقول هذا لان كلمة الله المتأنس يجدد ويدشن، في كنيسته المقدسه، الزمن الجديد، زمن النور غير المدرك:(ليضيء على الجالسين في الظلمه وظلال الموت) (لوقا ٧٩:١).
( هوذا الان وقت مقبول ) يصرح بولس الالهي ( هوذا الان سنة الخلاص).
حيث يشرق لنا من خلالها، هلال التوبه، وفضيلة الرجاء، وطريق العداله، ومنهج السلام كما يقول المرنم متضرعاً: ( اجعل لنا نحن الذين يعرفوك انك مساو للاب في الازليه ايها الكلمه تعاقب العام إنتقالاً الى حاله افضل مقرونه بالسلام).
القديس باسيليوس العظيم الذينكرمه اليوم، يعلق على مفهوم( معنى الوقت) في كتابه ( الستة الايام) التى الفه، فهو يستعين من أمثال سليمان الحكيم القائل: ( أن تفعل صلاحاً هو بداية الطريق الصالح)(ام ٩:٢). فيفسر لنا قائلاً:( فالاعمال الصالحه هي حقً الخطوات الاولى للحياه السعيده).
ايها الاخوه الاحباء
الاستقبال الاحتفالي للينه الجديده، اذ يصادف عيد ختان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح،يدعونا لان نفكر بامعان وتركيز على الاعمال والاشغال التى مضت مع السنة المنصرمه، ومع بولس الحكيم نقول:( ولكني افعل شيئاً واحداً: اذ انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام.
اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع) (فيلبي١٤-١٣:٣)
انها البدايه، اي الخطوه لدى الحياه السعيده، الحياه حسب المسيح، بحسب سلوكنا وسيرتنا في الحياه بتقوى، مدعووين ان نضعها كهدف بدخول السنه الجديده المقبوله لدى صلاح ربنا. لان لك العزه والملك الابدي.
امين

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينه المقدسه اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون