1

كلمة رئيس أساقفة قسطنطيني أرسترخوس بمناسبة تذكار دخول السيد إلى الهيكل

تحتفلُ الكنيسةُ اليوم بعيدِ دخولِ السيد إلى الهيكل، أي تقدِمَةِ المسيحِ إلى هيكلِ سُليمان بعد 40 يوماً من مولِدِهِ بالجَسد. في هذا الفعلِ الخلاصِّي البهيجِ خَدَمَ سمعانُ البار، وهو ذلكِ الشخصِ الذي يقفُ على الحافَّةِ بينَ العَهدَينِ القديمِ والجَديد.كانَ اللهُ قد مَنَحَهُ نِعمةَ العُمرِ الطويل، حتى يرى المسيحَ الذي كان مُزْمِعاً أن يُولَد. وقدْ لَعِب دوراً في ترجمةِ العهدِ القديمِ من العبرية إلى اليونانية، الحَدثَ الذي تَّم في الاسكندرية سنة 284 قبل المسيح على عهدِ بطوليميوس فيلادلفوس. عاشَ سمعان وخدمَ كرئيسِ كهنةٍ في هَيكلِ سليمان.

كانَ يقبلُ تَقْدِماتَ وتضحياتَ المؤمنين، وكان يقبلُ الأطفالَ الذينَ كان يُحضِرُهُم والداهُم من أجلِ تقديِسهم في اليومِ الأربعينَ بعدَ ولادتِهم وِفْقَ الناموسِ العبري. وفي أحدِّ الأيام، أحضروا اليهِ لِصلاةِ الأربعين، طفلاً لَمْ يكُن كبقيةِ الأطفال. عِندها أدرَك أنهُ كانَ المسيح، ابنُ الله، مُخّلِصُ العالم، ذلكَ الذي عَنهُ سَبَقَ وأخْبَرهُ الروحُ القُدس، بأَنَهُ لنْ يموتَ قبلَ أن يراه. مِنَ الفرحةِ والابتهاجِ بِسبب رؤيَتهِ للمسيح، هتفَ، الأنَ تُطلِقُ عبدَكَ أيها السيد، أي أنكَ الآنَ تستطيعُ أنْ تسمحَ بأنْ يموت عبدك يا سيد. ففي الواقع، أيُّ شئٍ آخرَ كانَ يَرغَبُ أن يُشاهد، بعدَ أن شاهدَ المسيح. إنَّ المسيحَ ، كما تابَعَ سمعان وتَنبأ، قد وُضِعَ لِسقوطِ وقيامِ كثيرين. وُضِعَ لِسقوطِ أولئِكَ الذين يَرفُضُوه، وقيامِ أولئِكَ الذينَ يؤمنونَ بهِ ويَتبعونَه. لهذا فإنَّ موتَ سمعان في المسيح، لم يكن موتاً ، لكنْ حياةً وقيامةً في المسيح. أننا في هذا الحدث نرى الربَ يسوعَ المسيح القَّوي ، ربَ المَجد ،يقبلَ ويأتي إلى الهيكلِ كطفلٍ ويُقَّدَمُ مع زَوجي يمام وفَرْخَي حمام. إنَّ هذا الذي يُقَدَّمُ ويُقَدَّسُ في اليومِ الأربعين هوَ الذي فِعلياً وجَوهرياً يُقَدِّسُ الهيكلَ ويُقدسُ سمعانَ الشيخ وكلَّ الذين يُؤمنونَ به ويَتبعونَه.
أتمنى أنَّ نعمةَ الربِّ يسوع المسيح ، الذي حُمِلَ بين ذراعَّيِ الشيخ سمعان، أنْ تُرافِقُ رئيسةِ هذا الدير، الأمُ المُوقَّرة سيرافيما، وكهنةِ ورعيةِ كاتدرائية مار يعقوب، ورئيسِ ديرِ مار إلياس الأب بايسيوس ، وكُلِّ المُحْتَفلين، للصحةِ والسلامِ والتقدُمِ والخَلاص.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون