1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد غبطة البطريرك وتذكار الشهداء الاوربعين – 2014/3/16

“لنمتدحن جمال الشهداء القديسين. اي زمرة الشهداء الاربعين الحكماء. الذين انتخبهم وتوجهم الله بالاكاليل, فانهم امتحنوا بالجليد والنار فاصبحوا جنودا للمسيح ملك الكل, وهم يتشفعون في خلاصنا”.

سيادة القنصل اليوناني,
الاباء الاجلاء, والاخوة الاحباء,
الحضور الكريم,

ان التذكار المقدس لزمرة القديسين الشهداء الاربعين الذين انتخبهم وتوجهم الله, والذين استشهدوا في بحيرة سبسطية في مقاطعة كباذوكية, جمعنا اليوم سويا في كنيسة القيامة المقدسة لالهنا ومخلصنا يسوع المسيح, حيث رفعنا شعائر العبادة باحتفالنا بمراسيم القداس الالهي اي السر الكبير للافخارستيا.

بالاضافة الى ذلك, فقد رفعنا صلوات (ذكصولوجية) تمجيدية وشكرية وابتهالية الى الثالوث القدوس المحيي, الذي وهبنا نحن الانام غير المحصى لنا عدد, بركة ونعمة القديسين الشهداء. كما يكرز الرسول بولس الالهي “لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهداء مقدار هذه محيطة بنا , لنطرح كل ثقل, والخطيئة المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا, ناضرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع, الذي من اجل السرور الموضوع امامه, احتمل الصليب مستهينا بالخزي, فجلس في يمين عرش الله” (عب 12 : 1 – 2).

ان شهادة الرب يسوع تالقت على عود الصليب الكريم المحيي, لهذا الصليب حمل ايضا القديس الشهيد ثيوفيلوس وهو جندي من ضمن القديسين الشهداء الاربعين جنود المسيح البواسل. حيث نحمل اسمه بتواضع كبير. الامر الذي تحتم علينا من باب الواجب والاصول, وبشكل فريد ومميز ان نكرمه تمام الاكرام والاجلال في هذا اليوم البهيج, بمناسبة عيد اسمنا “ثيوفيلوس”, سوية مع اخوتنا, اخوية القبر المقدس الكلي الاكرام, مع سائر ابنائنا حاملي اسم المسيح الموقرين.

احتفالنا بهذا العيد الكلي الاكرام للقديس ثيوفيلوس وسائر الشهداء المشاركين معه الاربعين, يحثنا لنكون على غاية اليقظة والانتباه, خاصة في هذه الايام الحرجة التي تتمخض تحت نيرها البشرية جمعاء, حيث تخضع للتجارب القاسية والصعبة, وخاصة جنس المسيحيين, الذين يقطنون في مناطق مختلفة في اصقاع العالم, حيث يعانون من نير الاضطهاد الغاشم.

القديس يوحنا ذهبي الفم, يفسر المعنى الروحي العميق لمفهوم كلام الانجيل بشهداء محبة المسيح, اذ يقول “ان الشهيد هو من يبذل نفسه بشجاعة وشهامة, وذلك بمعاضدة قوة الروح القدس التي تمده بالطاقة والعصب لتتميم هذا الجهاد, ولكن لا يمكن ان يعتبر شهيدا بطريقة اخرى. ولكن انا يوحنا اقول “شهيد” ليس فقط هو الذي وصل الى الخلاص عن طريق الالام. لكن يعتبر شهيدا ذاك الذي يبشر بالكلمة من خلال النعمة فهو يؤدي الشهادة, فكل كارز للحقيقة المعلنة بالمسيح هو شهيد لله”.

نطلب بالحاح صلوات وشفاعات القديس الشهيد ثيوفيلوس, وسائر شركائه الشهداء, ان نرفع من اجل خلاصنا, نحو الهنا الصالح والمحب البشر, ومع المرنم نقول:
“لقد جعلتم الصوم الشريف اعظم بهاء وبهجة, بتذكار جهادكم المجيد. يا مجاهدي المسيح الظفرة, فانكم اربعون في العدد فتقدسون الاربعين يوما. مقتدين بالمسيح في الامه الخلاصية بواسطة جهادكم في سبيله. والان اذ لكم دالة لديه تشفعوا فينا. طالبين ان نبلغ بسلام الى يوم قيامة الهنا ومخلص نفوسنا الثلاثية الايام”.


وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون