1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة السجود لعود الصليب الكريم المحيي 23/3/2014

” إن العدوّ في الفردوس قديماً عرّى آدم بواسطة العود وجلب الموت لأجل المذاقة وأمّا عود الصليب فانغرس على الأرض آتياً للبشر بلباس الحياة ، واستوعب العالم بأسره كل الفرح فلنشاهدهُ أيها الشعوب مسجوداً له، ونصرخ لله بإيمان ونغمات مؤتلفة أن بيته مملوءاً مجداً”.
أيها الأخوة الأحباء بالمسيح.
إنّ مرنّم كنيستنا المقدسة ، ومن خلال هذا الكلام ، يعرض لنا بشكل جلي وواضح مدى عظمة وجبروت وقوة الصليب الكريم المحيي، الذين نحتفل جمعاً بتذكار السجود له، أي في الأحد الثالث من مسيرة الصوم الأربعيني المقدس.

فعلاً، إن صليب ربّنا يسوع المسيح الفائق الإكرام والتبجيل، يتمتع بمنزلة سامية ومركزية في سر الفداء، هذا السر الذي أتمّه ربنا يسوع المسيح طوعاًعلى عود الصليب، م أجل محبته غير المستقصاة للبشرية جمعاء. وبهذا التدبير الإلهي، الذي تألّق بخشبة الصليب، وضع حدّاً ونهايةً لسلطان الخطيئة والفساد والموت. المتمركزة في الكذّاب وأبو الكذب والدجل ألا وهو الشيطان وسائر قواته المضلة. وهذا ما يظهره مرنّم الكنيسة إذ يقول: ” إن الحربة اللهيبية ليست فيما بعد تحفظ باب عدن، لأنها قد طُفِئَت بحال معجزة بديعة بواسطة عود الصليب، وشوكة الموت وغلبة الجحيم قد بَطُلتا، وأنت أيها المخلّص وردت هاتفاً للذين في الجحيم قائلاً: أدخلوا إلى الفردوس أيضاً “.
من خلال ذبيحة الصليب التي أتمها ربنا يسوع المسيح، فُتِحت طريق الخلاص. لأن الخشبة الأولى سابقاً كانت سبباً للعنة، التي تعرّى من خلالها آدم وذريته قديماً من نعيم الفردوس، لكن خشبة الصليب قوّمت وجددت معصية آدم لتصبح المدخل للولوج إلى الفردوس ثانية، لذا يقول المرنم: ” العالم بأسره استوعب كل الفرح”.
من صليب يسوع الكريم المحيي ، يتدفق وبغزارة ينبوع الحياة الجديدة، المليء بالقوة والفرح والرجاء للمؤمنين أعضاء الكنيسة. هذا ما يجعل مفاعيل الكنيسة وأسرارها وخدمتها، وعلى الأخص الليتورجية – سر الشكر الإلهي – وباقي الصلوات والشعائر، تستعين وبشكل كبير بمرهم الخلاص، ألا وهو الصليب الكريم ورسم شارته باستمرار.
هذا الصليب يعتبر بهاء وجمال ورونق الكنيسة، وقوة المؤمنين والسلاح الفعّال ضد الشيطان. الأمر الذي يحفز المرنم ليقول: ” اليوم يصير فرحٌ في السماء وعلى الأرض لأن علامة الصليب قد ظهرت للعالم إذ هو المثلث الطوبى قد وضع فائضاً للساجدين له لنعمة متدفقة”.
نتضرع لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن يجعلنا مستحقين بقوة الصليب الكريم، أن نجتاز ميدان الصوم المبارك، لنعاين جميعنا فرح القيامة المجيدة.
كل عام وأنتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية
نشر في الموقع على يد شادي خشيبون