1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة 3/6/2014

” السلام عليك يا قسطنطين الكلي الحكمة، يا ينبوع استقامة الرأي، الذي يروي كل المسكونة دائماً بسواقي مياهه العذبة، السلام عليك يا جذراً نبت منه الثمر الذي يغذي كنيسة المسيح، السلام عليك يا فخر الأقطار المجيد وأول الملوك المسيحيين، السلام عليك يا فرح المؤمنين.”
” إن شوقكِ لعجيب وسيرتكِ لفاضلة، يا فخر النساء هيلينة المجيدة فإنكِ لما بلغتِ الأماكن التي اقتبلت آلام سيد الكل الموقرة، زيّنتها بهياكل جميلة تهتفين قائلة: يا شعب ارفعوا المسيح إلى الدهور”.
أيها الأخوة القديسين، والآباء الأجلاء.
أيها الأخوة الأحباء.
أيها المؤمنون، والزوار الحسنيو العبادة.
تفرح اليوم كنيسة المسيح المقدسة وخاصة الكنيسة الأورشليمية بهذا العيد الإحتفالي البهيج للقدسيين العظيمين قسطنطين وهيلانة المعادلي الرسل. المعتبرين من أعظم المحسنين للأماكن المقدسة في هذه الأرض المباركة.
لقد قام الملك قسطنطين العظيم ، المحنك والمعترف باقتداره وحنكته وإيمانه بدور ريادي، فقد أعلن جهاراً أن الدين المسيحي هو دين الإمبراطورية الرومية، وقد حافظ على ديمومة هذه العقائد الخلاصية عندما ترأس المجمع المسكوني الأول في مدينة نيقية سنة 325م للدفاع عن الإيمان الرومي الأصيل، وتوج أعماله عندما قام ببناء كنائس عظيمة في الأماكن المقدسة التابعة لسر التدبير الإلهي في الأرض المقدسة. من خلال المساعي الحثيثة التي قامت بها والدته القديسة هيلانة الموقرة، هذه المحطات الأيمانة الفريدة التي قام بها الملك قسطنطين الختم للهوية الخاصة للجنس الجديد بالمسيح الروميوسيني.

إنه من خلال واقع الحياة التي تعيشها المسكونة في أيامنا الحاضرة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط يبرز دور المسيحيين الملتفين بإيمانهم حول الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، والتي تعتبر الجسم الحي للمسيح، والتي يشع منها نور الحق والحقيقة، هذا ما أعلنه قديسنا الملك قسطنطين إذ يقول:
” كوننا محافظين على الإيمان المسيحي، عندها أنا أربح النور الحقيقي، إذ أنا مقاد من نور الحقيقة، لذا فأنا أملك ضمير الإيمان الإلهي” ( أفاسابيوس كتاب 4، فقرة 9 – ثيودوريتوس: كتاب 1، فصل 24).
إن شهادة هذا الإيمان للقديسين اللذين توجوا كملائكة من الله، ألا وهم الملكين العظيمين قسطنطين وهيلانة، ما زالت تتألق وتشع بالأقوال والأفعال منذ أكثر من ألفي عام، ومنذ بدء المسيحية ، من خلال أصالة الكنيسة الأورشليمية المقدسة، بطغمة أخوية القبر المقدس التي استلمت هذه الوديعة من خلال العناية الإلهية، والتي تشمل الحفاظ على الأماكن المقدسة ورعايتها وإقامة الشعائر الإلهية فيها.
إننا نحن الإكليروس والشعب الحامل لإسم المسيح، نقدم كل شكر وتقدير، من باب الواجب والإستحقاق كوننا نكن كل تبجيل وإكرام لهذا التذكار المقدس للقديسين العظيمين قسطنطين وهيلينة.
نتضرع إلى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي صعد عنا بمجدٍ إلى السماء، وكذلك لوالدة الإله الدائمة البتولية مريم، وشفاعات القديسين قسطنطين وهيلينة، أن يتحقق الإيمان القويم في ربوعنا ليستقر فيه الوئام والإنسجام، ويعم السلام في العالم أجمع، وفي منطقتنا بوجه خاص الذي يعيش بالتجارب والضيقات، آملين أن نحظى بالبلسم الشافي من الطبيب السماوي، آمين.

وكل عام وأنتم بألف خير

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية