1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس 12/7/2014

” لنمتدحن كلنا بطرس وبولس الإلهيين هامتي الرسل وكوكبي المسكونة . وكاروزي الإيمان والبوقين الصلدحين بالإلهيات ومظهري العقائد وعمودي الكنيسة، وداحضي الضلالة “، هكذا يصرح مرنم الكنيسة.
أيها الأخوة الأحباء.
أيها المؤمنون ، والزوار الحسنيو العبادة.
عيد القديسين المجيدين وا لموقرين ، هامتي الرسل بطرس وبولس، قد جمعنا اليوم كلنا في هذا المكان المقدس في كفر ناحوم على شاطىء بحر طبريا ، لنرفع آيات التمجيد والترانيم الإلهية لصديقي المسيح الإنائين الموقرين.
إن كنيسة المسيح الموقرة تكرم بشكل خاص ومميز الرسولين القديسين بطرس وبولس، لأنهما هامتا ورأسا الرسل قاطبة، فهما الكارزان والمعلمان للإيمان الخلاصي ، فهما عمودا الكنيسة وضاحضا الضلالة .

لقد دعي الرسول بطرس من فم المسيح عن استحقاق صخرة فشيد الرب عليها ايمان الكنيسة الذي لا يتزعزع، كما يشهد بذلك الإنجيلي متى: ” ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلاً : من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ …. فأجاب سمعان يطرس قائلاً: ” أنت هو المسيح ابن الله الحي” ، فأجاب يسوع وقال له: ” طوبى لك سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك ، لكن أبي الذي في السموات . وأنا أقول لك أيضاً. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” ( متى 16 : 13-18 ).
أما بالنسبة للرسول بولس ، فقد دعي إناءً مختاراً . من الرب نفسه كما يشهد الإنجيلي لوقا في سفر أعمال الرسل: ” وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا، فقال له الرب في رؤيا …” قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم، واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول … اذهب لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك… لأني سأريك كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي”. ( أعمال 9 : 10- 16 ).
هناك شيء مشترك ما بين الرسولين بطرس وبولس فهما قد دعيا الى عمل الخدمة الرسولية من نفس الرب، وكذلك فقد عرفا شخص يسوع الناصري وجهاً لوجه، فاعترفا به أنه كلمة الله المتجسد مخلص العالم، ربنا يسوع المسيح.
إن الرسولين بطرس وبولس قد اعترفا بالمسيح الذي تنبأت عنه الأنبياء والكتب المقدسة الذي تفسيره مسيا ، أي المسيح( يو 1 : 41 ). الذي اشترى الناس بدمه الكريم المقدس ” عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضى أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كماً من حمل بلا عيب ولا دنس،دم المسيح. معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم . ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم . أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أفامه من الأموات وأعطاه مجداً ، حتى بإيمانكم ورجائكم هما في الله”. ( 1 بطرس 1 : 18 -21 ).
بالإضافة الى ذلك اكتشفا في شخص المسيح الوعد الذي كان ما بين الله وابراهيم، أنه من نسلك( يا ابراهيم) تتبارك جميع الأمم في الأرض ( أي بالمسيح ) ، هذا النص المدون في العهد القديم، أي في ناموس النبي موسى. ” المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ” ملعون كل من علق على خشبة” لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح، ( غلاطيا 3: 13 -14 ).
إن مواهب الروح القدس (أي الكاريزما ) استقرت في الرسولين بطرس وبولس وايضاً استقرت في باقي الرسل الأطهار بدون تمييز، فأصبح الرسل قاطبة يتألقون بمواهب الروح القدس.
لقد أضحى الرسل الأطهار آلات وأبواق روحية نيرة بفعل الروح القدس المستقر فيهم، ليكرزوا بدورهم في أرجاء المسكونة منيرين البشرية بالتعاليم الإلهية الحقة.
وكما يقول مرنم الكنيسة: فإنهما زرعا كلمة الحق في قلوب المؤمنين، مانحين الجميع الخصب والإثمار.
على هذه الكلمة الحقيقية المزروعة في قلوب المؤمنين أي انجيل المسيح، أسست وتأسست الكنائس المسكونة.
إن الشهادة الصادقة والغير الكاذبة لهذه الحقيقة المعلنة، هي أم الكنائس أجمع ، الكنيسة المقدسة الأورشليمية التي هي ( شاهدة لآلام المسيح وقيامته) مستمرة برسالتها ودعوتها الإلهية.
إن هذه الرسالة الملقاة على كتفي الكنيسة الأورشليمية، تظهر بجلاء عمل أخوية القبر المقدس التي خدمت وما زالت تخدم وتحافظ سواء من الناحية الليتورجية ، أو من الناحية الرعائية، في الحفاظ على الماكن المقدسة للتاريخ المقدس، وأيضاً الإهتمام برعية المسيح المقدسة الناطقة ، أي مؤمنين كنيستنا الموقرة . كل هذا منوط بالرعاية والشفاعة من قبل الرسولين الأولين بطرس وبولس، حيث على خطهما تسير كنيستنا الى هذا اليوم الأغر.
فإلى الرسولين بطرس وبولس نقول مع المرنم :
افرحا يا كوكبين نيرين للذين في الظلام. وشعاعين شمس البر افرحا يا بطرس وبولس يا قاعدتي العقائد الإلهية الراسختين لسر أم الله مريم العذراء . افرحوا يا أصدقاء المسيح والإنائين المكرمين، والآن احضرا بيننا حضوراً غير منظور، وامنحا المواهب الغير الهيولية للذين يمتدحون عيدكما بالأناشيد ، بتوقر واهتمام .

وكل عام وأنتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية