1

كلمة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث خلال الافطار الرمضاني المشترك

معالي الدكتور حسين الأعرج الأكرم
معالي السيد حنا عميرة الأكرم
أصحاب السماحة الكرام
أصحاب النيافة جزيلي الاحترام
الشخصيات الوطنية والاعتبارية
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع
لا تشكل فترة الصوم استعداداً لاستقبال الأحداث الدينية العظيمة والأعياد فحسب كعيد رمضان، بل تشكل فرصة روحية للانضباط الذاتي والتفكير، وذلك لأن الإنسان بصفته مخلوقاً على صورة الله لا يشكل كياناً بيولوجياً، ولكنه يشكل كياناً نفسياً أيضاً.
إن وجود الإنسان هو الذي يحتاج الى غذاء نسبي، وهذا الغذاء هو غذاء روحي. ومن مميزات الغذاء الروحي هو اشتراكه في التواصل مع الله، ينبوع الحياة الذي هو المحبة ويعبر عن محبة الله بمحبة البشر. كما أن الإنسان لا يمكن إدراكه بدون الله، وهكذا لا يمكن فهم الحياة الاجتماعية والمدنية للبشر بدون تعايشهم مع بعضهم بعضاً وتعاونهم المبني على الحدث الذي لا شك فيه لأن ينبوع حياتنا مشترك وكذلك نهاية الحياة أعني الموت.

فنحن بصفتنا بطريرك المدينة المقدسة، وخليفة البطريرك صفرونيوس وحافظ العهدة الإسلامية المسيحية المعقودة من قبل المغفور له الخليفة عمر بن الخطاب، في سماء قدسنا الشريف انه لواجب علينا أن نقيم هذه المأدبة على شرفكم في هذا الشهر المبارك ألا وهو شهر رمضان المبارك لكي نجسد العهدة العمرية على أرض الواقع ونحافظ على النموذج والنسيج الاجتماعي الفلسطيني وقبول الآخر الذي نعتز ونفتخر به مدى العصور، ضارعين الى الله العلي القدير أن يوقف ويبعد عنا الحروب والاضطرابات وسفك دماء الأبرياء والأطفال والنساء، متمنيين لفخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس والقيادة الفلسطينية كل خير وفلاح ونجاح من أجل الحرية والاستقلال لشعبنا الفلسطيني المعذب بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم أجمع.

صوماً مباركاً وأهلاً بكم جميعاً

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية