1

كلمة سيادة المطران ثيوفيلاكتوس رئيس اساقفة نهر الاردن الجزيل الاحترام بمناسبة سيامة الشماس جورج بنوره الى درجة الكهنوت في يوم الاحد الموافق 27-7-2014

أيها الشماس جورج الكلي الورع،
لقد دعتنا نعمة الروح الكلي قدسه اليوم الى هذا الكنيسة المقدسة متممين وصية غبطة أبينا وبطريركنا ثيوفيلوس الثالث والمجمع المقدس وذلك بان نتمم سر الكهنوت المقدس وأن نصلي حتى تحل نعمة الروح القدس عليك.
وعليك أن تعرف أيها الشماس وكما يقول القديس باسيليوس الكبير: بأن سر الكهنوت هو سرٌ عجائبي دائم العمل في داخل الكنيسة وهذا بسبب محبة الله للبشر التي لا توصف وهو يشكل إيمان وخبرة الكنيسة، إذ ان هذا الإنسان، الاناء الخزفي، يصبح وسيطاً بين الله والناس، فاعلاً للأسرار و مدبراً للنعمة، راعياً للنفوس الخالدة التي اشتُريت بدم المسيح.

إن علو وسمو سر الكهنوت لايسبر غوره، و لايقدر الشرف و الكرامة العظيمين اللذين يصارا للانسان عندما يجعله الله مستحقاً أن يكون كاهناً له. وكلما تعمق هذا الانسان في سر الكهنوت كلما أدرك مقدار عجائبية دعوته و ما أسبغه الله عليه من كرامة. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه وبالحقيقة عظيم جداً هو سر الكهنوت و ذلك لإنه بدونه لن يكون هناك تنقيةٌ او تطهير، ولا حتى مشاركةٌ بالاسرار، و لابركة و لا حتى تستطيع ان تكون مسيحي بدون سر الكهنوت .
أيها الشماس أنت مدعو أن تستلم هذا العمل الإلهي وذلك لان الهدف الذي يصبو اليه سر الكهنوت، عملٌ ليس بالسهل وذلك بسبب حجم المسؤليات الملقاة على عاتقك امام الله والكنيسة، عمل صعب لانك سوف تكون مدبراً لاسرار الله وعاملا ً مع الله في البناء المسيحي.
إنك مدعو أن تكون نوراً مضيئاً وسراجاً منيراً لجميع السائرين في الظلمة و تعزيةً للضعفاء، وهكذا تكون أنت اداةً لارادة الله ونعمته التي من خلالها تُطهِر و تقدس النفوس. وامام كل هذة الواجبات المزمع أن تتلقاها، لا تجزع و لا تخف ولكن خذ قوة ورجاءاً بالرب القادر على أن يعينك ويسندك فالرب لن يتخلى عنك مطلقاً. استلم بشجاعة وتقدم مصلياً بحرارة و متضرعاً أن تأتي عليك نعمة الروح القدس وتسكن بداخلك النعمة التي في كل حين تشفي المرض و تكمل الناقص حتى توضحك عاملاً مستحقاً في حقل الرب. آمين

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية