1

كلمة الكاهن جورج بنوره في أحد الآباء القديسين المجتمعين في المجامع المسكونية الستة في كنيسة الآباء الأجداد للروم الأرثوذكس بيت ساحور – فلسطين

باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
سيادة مطران نهر الأردن السيد ثيوفيلاكتوس الجزيل الإحترام والوكيل البطريركي في مدينة بيت لحم، الآباء الأجلاء والشمامسة المحبيّ الله، رعية الآباء الأجداد، إخوتي في الرب يسوع المسيح، جميعكم وجميعكنَّ.
قال الرب:” لأجلهم أُقدّس ذاتي، ليكونوا هم أيضاً مقدّسين في الحق”، لقد كرّس الرب يسوع نفسه للآب، أخلى ذاته متنازلاً صائراً إنساناً مثلنا، حاملاً أوجاعنا شافياً أمراض أجسادِنا ونفوسِنا، معلماً إيانا أن من أراد أن يكون الأول فيكم فليكن للجميع خادماً، لقد كرّس الرب حياته كلّها من أجلنا، بذل نفسه عن الخراف، لم يتخاذل البتة، حمل صليبه وسار إلى الجلجثة المقدسة وهناك علّمنا معنى المحبة، علمنا أن المحبة تضحية لا تقبل بالرخيص، فالمحبة الإلهية أردت ربّ المجد على الصليب، ولكن الموت ذاته لم يطفيء لهيب المحبة، ذلك اللهيب الذي إنبثق نوراً من القبر، فجراً جديداً في اول الأسبوع والظلام باقٍ، هناك شعّ نور القيامة، عَبق الرجاءِ وقوة الإيمان.

لأجلهم أُقدّس ذاتي… إلى ذلك المصلوب القائم، الرب الذي دعا مختاريه إلى خدمته، أشخُصُ بنواظر قلبي، أستلم منه وزنتي، لا مكافئةً على برٍّ قد عملته، بل رحمةً من الرب ونعمةً منه، أستلم وزنةً راجحةً سمينة، نعمة الكهنوت، سرٌّ فاق في مجده خدمة الملائكة.
لأجلهم أُقدس ذاتي… قدسني يارب وشددني، فإني “كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي”(مز14:22)، لكن عليك توكلت يا رب فلا أخزى إلى الأبد، بل “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي”(فيلبي13:4) أعطني يارب سلاماً فائضاً يفيض على هذا العالم الذي يكاد يخلو منه، أعطني عصا قوةٍ لرعاية خرافك الناطقة، أعطني صبراً في التجارب، أعطني روحَ فهمٍ ومشورة، طول اناة ووداعة.
لأجلهم أقدس ذاتي… امام سر الكهنوت أقف ملتمساً صلواتكم الحارة يا شعب المسيح، لكي أكون عبداً مستحقاً لسماع صوت الرب اقائل “نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ”(متى21:25) فصلوا معي ولأجلي.
الكاهن، هو يد الرب يسوع المسيح التي منها نستلم النعم والمواهب السماوية، نستلم الأسرار الإلهية وبالأخص دواء الخلود أي جسد ودم الرب الحمل المذبوح من أجل خطايا العالم، قلت أن الكاهن هو يد الرب لأن المقرِّب هو الرب هو المقرِّب والمقرَّب والقابل والموزّع، فكهنوتنا إذا هو إمتدادٌ لكهنوت المسيح الذي هو كل شيء وبه كان كل شيء وبغيره لم يكن شيءٌ مما كان، فهو رئيس الكهنة الأعظم “الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق”. فنحن كهنة طالما نستمد النعمة من كهنوته الذي غرسه في كنيسته بوضع اليد على الرسل وخلفائهم، الذين أعطاهم أيضاً سلطاناً أن يحلّوا الخطايا ويربطوها.
الشكر كل الشكر لغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث والمجمع المقدس على الثقة التي أولوني إياها، ولك يا سيادة المطران على النعمة التي ستنسكب بواسطتك على هامتي أنا الخاطئ، ولكم أيها الآباء مشاركيي في الخدمة،ولكل من حضر ليشاركني هذه الفرحة من قريب ومن بعيد كل منكم باسمه. وخاصة للخورية الجديدة دعد لها مني أسمى آيات العرفان بالجميل.
آمين يارب، هئنذا عبدك وخادمك فليكن لي بحسب قولك……..

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية