1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد النبي إيليا التسبي 2/8/2014

الآباء الأجلاء، الأخوة الأحباء بالمسيح، والحضور الكريم.
يا لها من فرحة روحية كبيرة، تجمعنا مع أبنائنا الأحباء في هذا اليوم المبارك، يوم الاحتفال بعيد القديس ايليا المجيد، بعد انتهائنا من إقامة شعائر العبادة الليتورجية، الشكرية والتمجيدية.
نود ان نركز على نقطة مهمة ألا وهي الصلاة المستمرة في حياة هذا القديس العظيم، أملاً في أن تحثنا وتحفزنا في السير في هذه الفضيلة المباركة،” كان ايليا إنساناً تحت الآلام مثلنا، وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر،ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمراً” ( يعقوب 5: 17- 18 ).
إن القديس يعقوب يقول عن ايليا النبي أنه : صلى صلاة، إنها الصلاة الصاعدة بقوة وثبات الى السماء، صلاة مليئة بالغيرة،والمحبة والرجاء، لها دالة حقيقية، صادرة من داخل القلب والفك، مسنودة بالإرادة ومفعمة بالمحبة الإلهية، تعضدها نعمة الروح القدس، صلاة صاعدة بحرارة متأججة تنقلها الطغمات الملائكة الى الحضرة الإلهية، إنها ثابتة رصينة، نقية طاهرة، يضبطها الفكر الرصين المليء والمفعم بالإيمان القويم، الذي يستقر ويسير حسب المشيئة الإلهية والإرادة السماوية.
لمثل هذه الصلاة علينا أن نسعى باذلين كل جهد للحصول عليها، طالبين من الله أن يقبل صلواتنا ويمطر علينا بمراحمه العظيمة.

فالقديس يوحنا الذهبي الفم في فضيلة الصلاة يقول:
فالمدينة غير المحصنة بأسوار، من السهل جداً أن تقع في أيدي الأعداء. هكذا أيضاً فإن النفس غير المحاطة بأسوار الصلاة من السهل أن يسود عليها الشيطان ويملأها بكل خطية. عندما يرى النفس محتمية بالصلوات وقوية فإنه لن يتجرأ على الاقتراب منها، لأنه يهرب من قوتها وثباتها. فالصلوات هي التي تمنحها هذه القوة، وهي التي تغذي النفس أكثر مما يغذي الخبز الجسد. والأشخاص الملازمون للصلاة لا يحتملون أن يجوز في فكرهم أي شيء غير ملائم للصلاة، لأنهم يخجلون من الله الذين يتحدثون اليه فيصدون كل حيل المضاد على الفور، لأنهم يعرفون حقيقة الخطية.
نطلب شفاعة القديس ايليا الغيور، أن يحصن ذواتنا، ويحثنا على اقتناء فضيلة الصلاة، وأيضاً شفاعات والدة الإله الدائمة البتولية مريم، أن ترأف بنا وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقتنا بشكل خاص، حيث الدم يسيل بغزارة، والموت الوحشي الفاغر فاه، والشدة الملتحفة بالظلام الحالك المحيق بنا، إنها لأيام عصيبة، تدعونا لأن نصلي وبلا ملل لكي يترائف الله علينا ويرسل ملائكته وتحمينا من كل ضيق وغضب وخطر وشدة، بالصلوات المرفوعة والأيادي الممدودة بخشوع لاستدرار مراحم ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي له كل إكرام وسجود مع أبيه وروحه القدوس. آمين
وكل عام وأنتم بألف خير

الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية