1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة اورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة رفع الصليب الكريم المحيي 2014/9/27

“اليوم الصليب يرفع فيطرد الشياطين, اليوم اعتقت الخليقة كلها من البلى, اذ اشرقت علينا بالصليب جميع المواهب, فلذلك نخر كلنا ساجدين وبابتهاج قائلين: ما اعظم اعمالك يا رب المجد لك” هكذا يصرخ مرنم الكنيسة.
سيادة القنصل اليوناني العام,
الاباء الاجلاء, الاخوة الاحباء بالمسيح,
الزوار الحسنيو العبادة, والحضور الكريم.

نمجد ربنا والهنا الذي جعلنا مستحقين ان نحتفل ببهجة وسرور في هذا العيد البهيج في كنيسة القيامة المقدسة, حيث رفع فيها الصليب الكريم المحيي في العالم كله.
ان هذا الحدث العالمي الفريد والمميز لعيد رفع الصليب المكرم, يتضمن في طياته معنى خاص للكنيسة الاورشليمية, ولاخويتنا اخوية القبر المقدس التي ما فتئت من خلال حضورها المستمر ووجودها الاصيل وخدمتها العريقة عراقة الوجود المسيحي في هذه الارض المقدسة, الحفاظ على هذا الارث الروحي برفعها للصلوات والابتهالات الروحية, باذلة وبحرارة ومحبة كل غال ونفيس حتى نفسها الكريمة للحفاظ على الكنيسة ورسالتها ودورها الريادي في الاراضي المقدسة والتاريخية؛ حيث نصبت خشبة صليب ربنا يسوع المسيح في موقع الجلجثة, بعد ان عثرت عليه القديسة هيلانة المعادلة الرسل, زمن القديس مكاريوس بطريرك المدينة المقدسة اورشليم سنة 326.

على هذين المكانين حيث تواجد وغرز الصليب الكريم المعطي الحياة؛ صنعنا اليوم – رفع الصليب المحيي – بلهفة وشوق كبير, مستنيرين باقوال الرسول بولس الحكيم: “واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح. الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم” (غلاطية 14:6) .
ان الرسول بولس يطفر فرحا ويفتخر بالصليب اعظم افتخار, لان نعمة الروح القدس انسكبت في قلبه, لتتالق في نفسه الجياشة قوة الصليب وعظمة قدرته, ليشدوا مرنما: “فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة, واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1 كورنثوس 18:1).
اذن صليب ربنا يسوع المسيح هو ينبوع للقوة الالهية والحياة الابدية, لذلك نسجد له بوقار ونرفعه بافتخار, كما يقول قزماس المرنم: “فلنعتصمن بالصليب الرب هذا فخرا حقيقيا, لانه سلاح سلام وخلاص وراوية ظفر لا تقهر”. وهذا يتحقق بالصليب وفي الصليب لان المسيح ربنا والهنا هو هو نفسه قد غرز على العود المحيي وكابد الالام الطوعية عليه, وحسب اقوال بولس الالهي: “الذي بذل نفسه من لاجلنا, لكي يفدينا من كل اثم, ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة” (تيطس 14:2).
لهذا ايها الاخوة الاحباء, سنصرخ مع المرنم شاكرين وقائلين: “يا رب يا من رفع على الصليب طوعا وبه قد رفعتنا معك لتعتقنا من حيل المعاند, نحن المرنمين لك بايمان, اجعلنا نحن والعالم اجمع مستحقين للفرح والسرور والسلام السماوي المنحدر من لدنك يا ابا الانوار, امين”
وكل عام وانتم بالف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية