1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاستقلال القومي 28-10-2014


سيادة قنصل اليونان العام .
أيها لمؤمنون, والزوار الحسني العبادة . الحضور الكريم .

ان الكنيسة الأورشليمية المقدسة ,مع الرعية الحاملة لاسم المسيح, وأخوية القبر المقدس أخويتنا المجاهدة الجهاد الحسن الذي يشاركون قي بهجة هذا العيد الاحتفالي الرومي والأممي اليوناني , في هذه الذكرى السنوية التاريخية ( أوخي 28-10-1940) . ومن الواجب المقرون بالتقدير الكبير , نزلنا الى كنيسة القيامة الكلية القداسة لالهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح المقام بقوة لاهوته من بين الأموات , حيث أرسلنا ابتهالات وتضرعات وطلبات ,تمجيدية ذوكصولوجية الى الاله المثلث الأقانيم الكلي القداسة ,وذلك بمناسبة التحرير من الاحتلال والاستعمار والوحشية الغير الانسانية , النازية الهتلرية ,والفاشية الغاصبة المتواطئة, التي كابدتها أمتنا العريقة من جراء هذا الاستعمار البغيض .

بالاضافة الى ذلك أيضاً ,فان كنيستنا المقدسة ,أقامت تذكاراً وتضرعاً من أجل نفوس الراقدين والمطوبين والشهداء البواسل اخواتنا الذين سقطوا بعزة وكرامة من أجل الدفاع عن القومية وعن الأرض الوطنية ,والحفاظ على سلامة الدولة وأرضيها .
ان التذكار السنوي لهذا الحدث الجليل والأبي ,هو واجب مقدس وموضع اعتبار وتقدير فيه نكرم ابائنا واخوتنا الذين سقطوا بكرامة من أجل ايمانهم العظيم بالصلاح الالهي , حيث تم فيه نوال الحرية واعادة مجد القومية واستقلالها .
ومن ناحية أخرى هذا التذكار يعتبر قدوة ومثال لجيل هذه الفترة المعاصرة حيث نراه اليوم في خط المواجهة مع الظاهر المنظورة للأشكال الجديدة للنازية والفاشية تحت شعاررات حقوق الانسان والتعصب الديني ,المتمحورة ضد الاحترام والحرية الشخصية للانسان والانسانية فرداً كان أم جماعة .
ان الولادة الجديدة للنازية والفاشية اغتصبت مكان الناموس والقانون الالهي والنظام الطبيعي المستقر في نفوس البشر الأبرياء الذين يمارسون شعائرهم الدينية بمقتضى ضميرهم الحر , ليعم بذلك وينتشر سر الاثم العظيم ,كما يذكر بولس الالهي: “فان سر الاثم أخذ في العمل” .(2 تسالونيكي 2:7) . ولكن أعمال الاثم نراها بشكل واضح وملموس في حياتنا الحاضرة, فانها ليست نظريات وأفكار , انما حقائق وأعمال تنفذ بكل دقة خاضعة لبرمجة وخطط استغلالية .
هذه الذكرى ذكرى ( أوخي 28 – أوكتوبر- 1940) تكرمها اليوم , من باب الواجب والتقدير , كنيستنا الأورشليمية , كنيسة الضحية الصلبية والقيامة المجيدة لمخلصنا يسوع المسيح , هذه الذكرى هي دليل واضح ومناسب في حينه,للدفاع المستميت النابع من الايمان القويم للأمة بأسرها والكنيسة ودورها الرائد والمقدام نحو أمتها ضد قوات ظلمة النازية والفاشية حسب بولس الحكيم القائل :” فان مصارعتنا ليست ضد ولاة العالم , عالم ظلمة هذا الدهر” ( أفسس 12:6).
وأخيراً سنرفع كأسنا , ونصرخ ونقول :يعيش 10-28 , يعيش اليونان , وتعيش أخويتنا أخوية القبر المقدس , وتعيش الرومية الأصيلة .

كل عام وانتم بخير

الراعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية