1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة أورشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة التذكار الشهيد فيلومينوس 29\11\2014

“لقد خدمت الاسرار الالهية خدمة شريفة, ايها القديس الحكيم فيلومينوس الكلي الغبطة. ثم صرت ذبيحة مقبولة فانك |شربت كاس المسيح بعز وشرف. والان فانت لا تنفك عن الشفاعة فينا جميعا.”
أيها الأخوة الأحباء الذين, أيها المؤمنون , والزوار الحسنيو العبادة.
ان كنيسة المسيح الاورشليمية المقدسة تفرح وتبتهج بتذكار احتفالها بعيد قديسها, الشهيد الجديد فيلومينوس, عضو اخوية القبر المقدس, الذي كان استشهاده شهادة حية نابضة بالمسيح كلمة الله المتجسد. “والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان تسجدوا” (يوحنا 4:24), هذا الاستشهاد حصل في هذا المكان المقدس مكان بئر البطريرك يعقوب اب الاباء, حيث تم فيه اللقاء ما بين السامرية مع ربنا يسوع المسيح الذي اتى ليفتش عن الخروف الضال كاشفا لها عن حقيقة دعوته الخلاصية عند هذا البئر, هذه المراه المستنيرة التي امتلات من نعمة الروح القدس اصبحت مساوية للرسل الاطهار, لتشترك باستشهادها مع الام المسيح يسوع.

ان الرسول بولس الالهي ينوه افكارنا مشهرا ورافعا ومعظما منزلة شهداء المسيح, اذ يقول: “لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا, لنطرح كل ثقل, والخطيئة المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه, احتمل الصليب مستهينا بالخزي, فجلس في يمين عرش الله (عب12 : 1 – 2).
لهذا الجهاد المقرون بالصبر سارعت بنشاط وغيرة القديسة الشهيدة فوتيني, لتبشر بحماس متقد بين الامم برسالة المسيح الذي تجسد من دماء العذراء ليفتدي العالم ويخلصه من سلطان الخطيئة, الامر الذي حذا حذوه, قديسنا الشهيد الذي نكرمه في هذا اليوم, فقد امتثل بالسامرية سائرا على خطاها بثبات, مقلدا اياها من خلال كلماته الروحية الايمانية وصلواته المستديمة مع كلمة الله مخلصنا يسوع المسيح, بمشاركة وحضور (سحابة من الشهود) القديسين المحيطين به, اي كانت حياته صلاة مستمرة مع المسيح وقديسيه.
بكلام اخر ايها الاخوة الاحباء
لقد استمد شهيدنا فيلومينوس من هذا المكان المقدس, طاقات وقدرات وقوى الهية غمرته بالنعمة, فكان يخدم بالغيرة الالهية, وغيرة انكار الذات التي يتحلى بها اعضاء اخوية القبر المقدس, وهكذا امتلات نفسه من الفضائل, لتسمو فيه المعرفة الدقيقة والقدرة على الافراز, ليدرك من خلالها المخطط الالهي لمسيرته الروحية, كما يقول هامة الرسل بطرس الرسول: “بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة, اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة, لكي يصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية, هاربين من الفساد الذي في الذي في العالم بالشهوة, ولهذا عينه – وانتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في ايمانكم فضلية معرفة, وفي المعرفة تعففا, وفي التعفف صبرا, وفي الصبر تقوى, وفي التقوى مودة اخوية, وفي المودة الاخوية محبة, لان هذه ان كانت فيكم وكثرت, تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح (ء بطرس1 : 3 – 8).
لهذه المعرفة , معرفة ربنا يسوع المسيح نجح قديسنا نجاحا باهرا, اذ ختم بدمه حقيقة هذا النجاح, ليصبح شهيدنا مشاركا لملكوت ربنا الابدي كما يؤكد لنا ذلك الرسول بطرس قائلا : “لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي” (ء بطرس 1 : 11).
هكذا يعلن مرنما القديس يوحنا الدمشقي:
“ان الارض لم تواركم ايها الشهداء الكليو المديح بل السماء اقتبلتكم, فقد فتحت لكم ابواب الفردوس فدخلتموه تتمتعون فيه بعود الحياة وتتشفعون الى المسيح في منح نفوسنا السلام وعظيم الرحمة”.
لقد اتينا الى هذا المكان المقدس لنقدم الشكر والسجود والعبادة الحقة من خلال رفعنا للشعائر الافخارستية, طالبين من ربنا يسوع المسيح الذي افتدانا من فساد الموت ان يمجد الشهيد فيلومينوس, لان المسيح فعلا يمجد كل الذي يمجدونه.
ان مكانة الشهيد فيلومينوس – حيث عدم الفساد – يعاين من خلالها بهاء النور الالهي, بالمسيح يسوع كلمة الله, فقد جرح الذي جرحه (اي جرح العدو قتال الناس), فاصبح معترفا باسم المسيح وعمله الخلاصي من ناحية, وطبيب الامنا بعجائبه من ناحية اخرى.
نتضرع الى ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح, ومع مرنم الكنيسة نقول: “لقد غادرت الدنيونات الارضية, وصبوت الى المسيح عن حسن عبادة يا فيلومينوس الشهيد, فاصبحت مبشرا في الايمان, ومنيرا للاماكن المقدسة, فحق علينا ان نجتمع ونحتفل بتذكارك الوقار, ونعيد عن ايمان مرنمين وقائلين: بشفاعة والدة الاله الدائمة البتولية مريم ايها الشهيد فيلومينوس تشفع الى المسيح الاله ان يهب غفران الزلات للذين يعيدون بلهفة لتذكارك المقدس, واهبا السلام للعالم اجمع ولمنطقتنا التي تئن تحت وطاة التجارب. امين.

وكل عام وانتم بألف خير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية