1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدنية المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة الاحتفال بعيد الظهور الالهي, في نهر الاردن – 2015/1/18


عطوفة محافظ اريحا,
فضلية الشيخ,
قنصل اليونان العام,
الحضور الكريم,

ان هذا اليوم الاغر تبتهج السماوات وتفرخ الارضيات, وخاصة الفلسطينية ارض الاباء والانبياء, لانه فيها بزغ باشراقه البهي النور الذي قبل الدهور. لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل: “طريق البحر, عبر الاردن, جليل الامم, الشعب الجالس في ظلمة ابصروا نورا عظيما”(متى 4 : 15 – 16).

لهذا النور الذي سطع اشراقه في عبر الاردن وتخومها, اتينا والفرحة تغمر قلوبنا, لنحتفل مع اهلنا الافاضل في هذه الربوع الغالية, حيث ينضم الينا لفيف من الاتقياء الذين وقدوا بغبطة الينا من جميع جنبات الارض, ليستنيروا بهذا المكان المقدس.
لهذا العيد – عيد الظهور الالهي, وحلول روح القدس على مياه نهر الاردن عند عماد السيد المسيح من يد السابق يوحنا المعمدان – اتينا لنحتفل في هذه السنة المباركة ايضا والفرحة تملىء قلوبنا, مرسلين اسمى ايات الشكر والعرفان لله العلي القدير بارىء العالم وما فيه. “للرب الارض وملئها المسكونة والساكنين فيها” (مز 23 : 1). اتينا لنشهد جهارا وبحق: ان الله هو نور لا يدنى منه, الا انا مفاعيل هذا الارض الالهي تتمحور حول محبته الغير المستقصاة للبشرية قاطبة, ليكشف لنا وبالهام علوي ما هو العدل والحرية والحق والسلام.
هذا النور الالهي, نور الحرية والعدل والحق والسلام, حل على الانبياء ومن ضمنهم النبي السابق يوحنا المعمدان, وعلى الرسل الاطهار, ومنهم القديس يعقوب اخي الرب اول رؤساء اساقفة اورشليم, الذي تقلد ديمومة هذه الاستنارة الالهية في كنيسة الروم الارثوذكس, ام جميع كنائس المسكونة, وذلك من خلال بطاركة كرسي المدينة المقدسة, ليتالق هذا الضياء زمن البطريرك صفرونيوس عند لقائه التاريخي مع خليفة المسلمين عمر بن الخطاب, لتعبق رائحة المودة والحبور من هذا اللقاء الذي انجب الدستور. الا وهو العهدة العمرية, لتظهر في سمات المحبة والوداعة والتعايش والاخاء والاحترام لمتبادل.
ان هذا اللقاء التاريخي, ما هو الا قدوة ومثال يحتذى به, وما زال ذكرهم الموقر ينبض في قلوبنا النفحات الانسانية , ليتجسد من خلال لقائنا اليوم باخوتنا الفلسطينيين, حيث نعاين اطياف هذا المجتمع الفريد, تحتضنه المحبة والوفاق والتفاهم, والمودة والتاخي, هذا الشعب الذي يسير بخطى ثابتة وجريئة تحت قيادة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس, الذي يتمتع بموهبة الريادة الحكيمة, عاملا بكل جد ونشاط وطموح, لتحقيق امال الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه الشرعية, ليحظى الجميع بالحرية والسلام, املين ان هذا النور يسكب من ضيائه على قلوب الجميع, ليسود الوئام والهدوء في ربوعنا, امين
وكل عام وانتم بخير
الداعي بالرب
البطريرك ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة اورشليم

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية