1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة احد السجود للصليب المكرم

“افرح أيّها الصليب الحامل الحياة.يا فردوساً بهياً للكنيسة يا من أينعت لنا عود عدم الفساد و التمتع بالمجد الأبدي.هذا ما يعلنه مرنم الكنيسة.

سعادة السفير والقنصل العام لدولة اليونان المحترم.
أيها الآباء الأجلاّء ،إخوتي الأحباء ،
أيّها الزوار المسيحيون الورعون .

إنّ اليوم هو الأحد الثالث من الصوم الكبير المقدس و فيه تُعيد كنيستنا للسجود للصليب المكرم الحامل الحياة. و قد تحدّث القديس بولس الرسول عن قوة صليب المسيح الفدائية والخلاصية. قائلاً:”فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المُخلصين فهي قدرة الله”.(1كور1 :18).
ونصبح نحن مشاركين” لقدرة الله” من خلال سجودنا للصليب الكريم الحامل الحياة وبالحقيقة إنّ صليب ربنا يسوع المسيح هوحاملٌ للحياة،لأنه ارتوى من دماء المسيح الخلاصية ومن الماء اللذين خرجا من جنبه الطاهر (يو34:19).

و عندما نسجد نحن للصليب الكريم،فإننا نسجد للرب يسوع المسيح الذي ذُبِح وضحى بذاته على الصليب”.
الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا.(تي 14:2)
لهذا فالصوم الأربعيني المقدسليس هدفه إلا تنقية نفوسنا وأجسادنا من الأهواء والأدناس من خلال التوبه والإمساك. وهذه الطهارة قد اقتناها تلاميذُ المسيح ورُسله،وكل الذين استطاعوا أن يكونوا مشابهين له”فطوبى لأنقياء القلوب، فإنهم يعاينون الله” .(متى 8:5)
لهذا أيها الأخوة فإن أنقياء القلوب سيجنون التمتع بالمجد الأبدي الذي أينع من عود عدم الفساد أي الصليب المحيي،فردوس الكنيسة البهيّ. كما يقول المرتل.
و لهذا نهتف مع المرنم قائلين :
أيّها الصليب الكلي وقاره،قدّس نفوسنا وأجسادنا بقوتك واحفظنا، وصُنا غير منثلمين من مضرات المضادين المختلفة نحن، الساجدين، لك بحسن عبادةٍ .
إلى سنين عديدةٍ و ليكن مباركٌ للجميع ما تبقى من زمان الصوم.آمين

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية