1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد شفيعه القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين.

لقد أهملتم الجندية العالمية بتاتاً. والتصقتم بالسيد الذي في السماوات. يا مجاهدي الرب المغبوطين الأربعين. فإنكم جزتم في النار والماء. فنلتم المجد ووفرة الأكاليل من السماء عن استحقاقٍ.
هذا ما يقوله مرنم الكنيسة
سعادة القنصل العام لدولة اليونان المحترم:
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين:
أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة:

لقد جَمعتنا اليوم في كنيسة القيامة المجيدة، الذكرى الجليلة للقديسين الأربعين شهيداً، حيثُ تممّنا سرّ الشكر العظيم، القداس الإلهي، ورفعنا تمجيد شكرٍ، مجدنا من خلاله الإله الثالوثي على ما وهبنا، نحن، باسم ابنه الحبيب ربنا يسوع المسيح هؤلاء المجاهدين الشهداء العِظام، الذين استشهدوا في مدينة سبسطيه.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس: ” فلا تستحِ بشهادة ربنا الذي، بدماء ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، أبطل الموت وأنار الحياة وعدم الفساد بالإنجيل” 2تيمو1: 8-10 “الذي أصبحت أنا مشاركاً في آلامه”
مشاركاً لصليب آلام ربنا يسوع المسيح ومشتركاً في الشهادة مع المغبوطين الأربعين شهيداً. كان بينهم القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي لمع بينهم، هذا القديس الذي استحققنا لقبه وخدمته، “أي المحبوب من الله”، فقد شرفني الله بهذا اللقب وأهّلني لدخول حياة أخوية القبر المقدس ورهبنته.
ولأجل هذا نكرم اليوم مبتهجين لعيد اسمنا الجليل مع إخوتي أخوية القبر المقدس الأجلاء الجزيلي الاحترام وكافة أبنائنا المسيحيين الأتقياء.
إن ما تعانيه اليوم المسكونة ومنطقتنا في الشرق الأوسط من تجارب قاسية ومن حروبٍ ومن آلات سفك للدماء يبتدعها رؤساء هذا الدهر أي الشيطان. تجعلنا نجد ُاليوم في هذه الذكرى المقدسة التي للقديس المجيد ثيوفيلوس وباقي الأربعين شهيداً المستشهدين معه دعوة إلى اليقظة والحذر بحسب القديس بولس الرسول ” اسهروا، واثبتوا على الإيمان، كونوا رجالاً، تشددوا. ولتكن أموركم كلها بالمحبة” 1 كور 16: 13-14.
كما يقول القديس باسيليوس الكبير في مديح القديسين الأربعين شهيداً “لم يكن لهؤلاء الشهداء وطناً واحداً بل كل منهم قد نشأ في بلدة ما… ولكن ما بالنا نبحث عن أوطانهم على الأرض، ولا نفكر أن مدينتهم الحالية هي مدينة الشهداء، مدينة الله التي الله هو صانعها ومبدعها… إن نسبهم البشري مختلف وأما نسبهم الروحي فهو واحد. فإنّ لهم أباً واحداً هو الله وجميعهم إخوة لم يلدهم رجل وامرأة بل ولدوا بتبني الروح القدس وألّفت بينهم وحدة المحبة المتبادلة”.
إن القديس الشهيد ثيوفيلوس مع الشهداء المستشهدين معه يتضرعون مع سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم قائلين مع المرنم : “لقد هتف داؤود في المزامير هتافاً نبوياً يقول: قد جزنا في النار والماء فأخرجتنا إلى الراحة. فأنتم يا شهداء المسيح الأربعين المجاهدين حقاً قد أتممتم القول بالفعل. فجزتم في النار والماء ودخلتم ملكوت السماوات. فتشفعوا الآن طالبين إلى الله أن نمنح عظيم الرحمة”. وعليه أتضرع ختاماً إلى ربنا وإلهنا بشفاعات القديسين الأربعين شهيداً وبشفاعات القديس ثيوفيلوس المستشهد معهم أن يمنح مكرميه القوة والرفعة والاستنارة الإلهية.

مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية