1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة قيامة أليعازر من بين الأموات .

أيها الرب السيد ان صوتك هدم مملكة الجحيم ،و كلمة سلطانك أنهضت من القبر الميت ذو الأربعة أيام،وقد صار أليعازر باكورة أعادة الولادة .وشاهد القيامة ،فكل شيء مستطاع لديك يا ملك الكل ،فامنح عبيدك الغفران و الرحمة العظمى.هذا ما يرنم به مرنم الكنيسة.
أيها الأخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح،
ايها الزوار الأتقياء ،

يا له من عجبٍ عظيم و باهر ما تُعيد له كنيستنا المقدسة اليوم وهو”إعادة ولاتنا ،مقدمةُ خلاصنا نحن البشر”وهو إنهاض الميت ذو الأربعة أيامٍ من القبر” أي “القديس البار صديق المسيح أليعازر “و قد صارت أحداث هذة القيامة في مدينة بيت عنيا الوارد ذكرها بالانجيل المقدس حيث، فيها كان مسكن و قبر أليعازر و بها المكان المقدس الذي إلتقت به إخوات اليعازر مريم و مرثا بالرب المخلص يسوع المسيح.

حقاً يا إخوتي الأحبة لعظيمٌ هو وغريبةٌ هذة المعجزة وهي الإقامة من بين الإموات،والأفضل أن نقول قيامة أليعازر ذو الأربعة أيامٍ.لقد تمت أحداث هذة القيامة قبل موت إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح على الصليب و قيامته في اليوم الثالث من بين الاموات .
إن حدث هذة القيامة سوف يبقى غريباً للناس ينشغلون و يهتمون ما للعالم،و لكن ليست غريبة على الناس،الذين يؤمنون بالرب يسوع المسيح،الذي لأجل خلاصنا نحن البشر أرتضى أن يتجسد ويصلب ويقوم كما يعلّمنا القديس الرسول بولس “إِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَام وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ”(1كور15: 13-14).
إن أقوال الرسول بولس هي ما أكّد عليها الرب يسوع المسيح بنفسه لمرثا أخت اليعازر،عندما استقبلته خارج مدينة بيت عنيا ،اي في هذا المكان المقدس،حيث وقفت في تلك اللحظات المقدسة قائلاً لها الرب يسوع المسيح: قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “سَيَقُومُ أَخُوك”، قَالَتْ لَهُ مَرْثَا:” أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟”(يو11: 23-26).
يقول القديس ثيوفيلاكتوس مفسراً هذه الأقوال الربانية: “وإن كان سيموت وقتياً بسبب موت الجسد، لكن لن يموت أبداً بسبب حياة الروح وخلود القيامة”. ويقول القديس كيرلس الإسكندري أيضاً: “الذي يؤمن به (بالمسيح) سيكون له في الدهر الآتي حياة لا تفنى في غبطةٍ وعدم فساد كامل”.
إن كنيستنا المقدسة أيها الأحبة والتي تقوم بتحضيرنا لكي نكون مشاركين و شاهدين بالروح للآلام الألهية الطاهرة و على الأخص قيامة المسيح،و كما يهتف المرنم قائلاُ:”أيها المسيح الإله لما اقمت لعازر من بين الأموات قبل الآلامك ،حققت القيامة العامة ،لأجل ذلك و نحن كالأطفال نحمل علامة الغلبة و الظفر صارخين إليك يا غالب الموت أوصنا في الأعالي مباركٌ الاتي باسم الرب .”
وقد سبق الرب يسوع المسيح قد أقام صديقه أليعازرعلناً من بين الأموات و ذلك لأنه أراد أن يبرهن لتلاميذه انه حقاً هو القيامة و الحياة وهو غالب الموت و الخطيئة .
إن الأختلاف الجوهري بين إقامة أليعازر من بين الأموات و قيامة ربنا يسوع تكمن في أن المسيح، إله تام وإنسان تام،و لم يُنْهِض (المسيح)فقط جسده من بين الأموات (أي جسد يسوع ابن العذراء مريم )و لكنه أقام و أنهض كل طبيعتنا البشرية ،التي أخذها من دماء الطاهرة والدة الإله العذراء مريم بالروح القدس ،و حرر هذة الطبيعة من قيود الفساد و الموت و الخطيئة.
لذلك يقول المرنم :
إن قيامة أليعازر صارت مقدمة خلاصية، أي سابق إنذار خلاصي لإعادة ولادتنا في المسيح في يوم عمادنا، كما يقول بولس الإلهي: “أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة” (رو3:6-4) وهذا ما تعنيه بالضبط إعادة الولادة أي حياتنا الجديدة في المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات في اليوم الثالث
إن ربنا القائم يسوع المسيح يا أحبائي هو بيننا ملموسٌ ومرئيٌّ، بواسطة جسده أي الكنيسة، التي تحيا بواسطة الروح القدس الذي يفعل في أسرار الكنيسة المقدسة، وبالتالي في سر الكنيسة العظيم سر الشكر الإلهي الذي نصير فيه مشاركي الحياة الأبدية، التي هي قيامته، عندما نذوق جسده الرباني ودمه المهراق من أجلنا ومن اجل كثيرين لغفران الخطايا.
هيّا إذن يا إخوتي الأحباء نشكر الله الثالوث القدوس، ونقول مع المرتل: “إذ قد أكملنا الأربعين النافعة، يا رب بوسائل لعازر ومريم ومرثا أهلنا أن نصير مشاهدين آلامك وصليبك وليوم قيامتك البهي ملك الأيام يا محب البشر”. آمين

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية