1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة أحد حاملات الطيب ويوسف الصدّيق في مدينة الرملة

هلمَّ يا معشر المؤمنين لنمدحَ يوسف العجيب مع نيقوديموس الفاضل والنسوةِ المؤمنات حاملات الطيب هاتفين قد قام الرب حقاًّ.هذا ما يُرنمهُ مرنّمُ الكنيسة.
أيها الإخوة المحبوبون المسيحيون
أيها الزوار المسيحيون الحسني العبادة،

فلتُسَبح الأممُ والشعوب المسيح إلهنا الذي احتملَ الصلبَ طوعاً لأجلنا ولبِثَ في الجحيم ثلاثة أيامٍ وليسجدوا لقيامتهِ من بين الأموات التي بها امتلأت كل أقطار العالم نوراً ونحنُ امتلأنا فرحاً وابتهاجاً.
في هذا الفرح والبهجة قد أصبحنا مشاركين الشاهدات غير الكاذبات النسوة حاملات الطيب وتلميذي المسيح الخفيَّين يوسف الذي من أريماثيا،أي الرملة هذه المدينة التي ورد ذكرها في الإنجيل،ونيقوديموس.
فيوسف ونيقوديموس كانا شاهدَين على آلام الصلب ودفن المسيح، وأمّا النسوة حاملات الطيب فقد أصبحن شاهدات على القيامة بعيونهن وآذانهن.لهذا فنحن في هذا اليوم الأحد الثالث من الفصح نعيّد لتذكارهم.
إن كنيستنا المقدسة تكرّم بشكلٍ خاص النسوةِ حاملات الطيب مع تلميذي المسيح السِّرِيّين لأنّ جميعهم أصبحوا مبشرينَ بقيامةِ المسيح للجميع وأذاعوا بشارة الخلاص .

نقول أيها الإخوة الأحباء”إعلان قيامتنا الخلاصيةوبشارتها”وذلك لأن قيامة المسيح قد أدخلتنا في طريقة حياة أخرى وهي عدم الفساد والخلود “الحياةالأبدية” في المسيح .
وكما يقول مرنّم الكنيسة:”إننا معيّدونَ لإماتةِ الموت ولهدمِ الجحيم ولباكورة عيشةٍ أخرى أبدية متهللين ومسبحين من هو عِلة هذه الخيرات أعني به إله آبائنا تبارك وتمجد وحده”.
وعدا عن ذلك يَعِظُ القديس بُطرس الرسول قائلاً:” مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِن بين الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ.
وبكلام آخر؛ الله أبونا المُتحنن والمُحبُ البشر قد أعادَ ولادتنا وذلك لكي يَمنَحنا رجاءَ الخيراتِ الأبدية وقد جعلَ رَجاءنا حياً بقيامة يسوع المسيح التي تشكل الضمانة الأكيدة بأن رجاءنا لا يُدحض ولا يخيب بأننا سنقوم نحن أيضاً.
إننا نحصلُ على إعادة ولادتنا بالمسيح عبرَ المعموديةِ المقدّسة في داخل سفينة نوح الجديدة ألا وهي الكنيسة التي لآدم الجديد أي المسيح.
إن المعمودية ليستْ ببساطةٍ مجردَ تطهيرٍ من دنسِ الجسد ولكنّها أيضاً تضرّعٌ حارٌّ لله كي يعطينا ضميراً صالحاً حراً من أي تأنيب للضمير.ويُخبِرنا القديس بطرس الرسول في رسالته الأولى عن قوة معمودية قيامة المسيح التي تخلصنا قائلاً:”الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(1بطرس :3-21):
أيها الإخوة الأحباء،
إن آلامَ الصلبِ وقيامةَ ربنا يسوع المسيح من بين الأموات ذات الثلاثةِ أيامٍ ليست مجرد حدثٍ تاريخي، استبانت لنا فقط،بأنها موت الفساد والخطيئة من جهةٍ ومن جهةٍ أخرى أنها أَلغت سلطان الموت أي الشيطان وهدمته لا بل هي أيضاً حقيقة حيّة وحضور حيّ ،يفوق الزمن، لملكوت الله في العالم من خلال كنيسة المسيح.
وبحسب الإنجيلي مرقس فإنّ من الشّهود الصّادقين على هذه الحقيقة الحيّة التي تفوق الزمن هو:يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ”.(مرقس 15 :43) وأيضاً النسوة حاملات الطيب:”وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ”(مرقس 16: 1 ).
إن الشهادة الصادقة ليوسف التقي مع النسوة حاملات الطيب هي التي أوجدت وأبرزت لنا نحنُ الذين حَضرنا واشتركنا بهذا العيد،الذي تحتفلُبهِ اليومكنيستنا المقدسة بابتهاجٍ، أنّ هذا العيد هو الذي جَمعنا لكي نُتمِمَ سر الشكر الإلهيّ في هذا المكان المقدس وفي هذه المدينة التاريخية العريقة التي هي آريماثيا أي الرملة،لكي وبحسب القديس بولس الرسوليظهُر لكل واحدٍ منكم حُسن استعدادٍ وغيرة حتى تلبثوا إلى نهاية حياتكم غير متزعزعين للرجاء الأخير للخيرات المستقبلية “وَلكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هذَا الاجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ” (عبرانيين 6: 11 ).
و بكلامٍ آخر إنَّ اليقين التامّ والأكيد حول رجاء الخيرات المستقبلية نحْصَلُ عليه عن طريق الثبات والتصميم في السلوك في طريقة حياة كنيستنا المقدسة والتي لا يجبُأن تعتبر “كمؤسسة اصلاح اجتماعي”، ولكنّها هي جسد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح القائم فيقول الانجيلي يوحنا :”أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ.”(يوحنا 11 :25 -26 ).
نحن مدعوون أن نلبس قوة قيامة المسيح، التي برهنتها وأكّدتهاالنسوة حاملات الطيب مع يوسف ونيقوديموس. ومع المرتل نهتف قائلين: “قد قام المسيح إلهنا من بين الأموات بما أنه قادرٌ على كل شيءٍ المانح الكل الحياة وعدم الفساد والاستنارة والرحمة العظمى”
المسيحُ قام

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية