1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة المدرسة الرومية الأرثوذكسية في مدينتنا الطيبة

سلام المسيح لكم

اود أن أعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي اياكم و أهلكم و مدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية و استحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري و اعتزازي بأولياء الأمور و المعلمين و المعلمات و الهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد و تضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد و متنوع من حيث المعرفة و الخيارات و المسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات و الإخوة، أن يعيش في وطنه و أن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان و تطوير الذات و توفير الفرص للتقدم و النهوض بالمجتمع، ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله و معرفة حقائق العصر و مواكبة التطور و توظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع احد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.
إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع و نشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته، و يساهم في تعزيز فرص التقدم

للأجيال التي تاليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الايمان بالله و العلم.

وسيدنا المسيح يأمرنا بأن نشارك العالم أجمع بمعرفتنا فيقول ” انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة و يمجدوا أباكم الذي في السموات” و النور الذي يتحدث عنه سيدنا يسوع المسيح هو نور الإيمان و نور العلم و نور المحبة و التسامح. و لكي نكون نوراً للعالم، علينا أن نتسلح بالايمان و العلم و نثابر في سبيلهما و نوظفهما لخدمة الوطن بالأساليب التي تناسب مواهبنا و قدراتنا التي منحنا اياها الخالق عز و جل.

ومن هذا المنطلق، فإن دعم التعليم و رفعة المستوى التعليمي و توفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء الأراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا ايماننا المسيحي و انتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الأراضي المقدسة. و إننا نتعهد أمام الله سبحانه و تعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الأرثوذكسية و تطوير برامجها الأكاديمية و تشجيع تعاونها العلمي و الرياضي و الثقافي و الفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤية.
وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية و التعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة و إخلاص ادارة المدرسة و معلميها و معلماتها وهنا لا بد لنا ان نشير بان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرّج أُناس لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذين نعتز بهم ونفتخر. والذين نصلي من أجلهم و نطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمداً.

وان شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت أمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل وان يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع.

ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.

وفي الختام إننا اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقق ذلك

وكل عام وانتم بخير

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية