1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة مدرسة الرعاة الأرثوذكسية في مدينتنا بيت ساحور 16/5/2015

قدس ابننا الحبيب الارشمندريت يورنيموس رئيس لجنة المدارس بطريركية الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة الجزيل الاحترام

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

سلام المسيح القائم من بين الأموات لكم

اود أن أعبر عن بهجتي العميقة لمشاركتي إياكم و أهلكم و مدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين أتموا واجباتهم الأكاديمية و استحقوا شهادة الثانوية العامة. كما أود أن أفصح عن تقديري و اعتزازي بأولياء الأمور و المعلمين و المعلمات و الهيئة الإدارية على ما بذلوه من جهد و تضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الأكاديمية التي تؤهلهم لدخول عالم جديد و متنوع من حيث المعرفة و الخيارات و المسؤوليات.

من الحقوق الطبيعية للإنسان، أيها الأخوات و الإخوة، أن يعيش في وطنه و أن يمارس حقه الذي وهبه إياه الله في الأمان و تطوير الذات و توفير الفرص للتقدم و النهوض بالمجتمع، ولكي يستطيع الإنسان أن ينال مبتغاه المشروع، عليه التسلح بالإيمان بالله و معرفة حقائق العصر و مواكبة التطور و توظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الإنجيل المقدس العلم هو أساس الحرية والحق ولا يستطيع احد أن يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.

إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان الى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع و نشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته، و يساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الايمان بالله و العلم.

فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذه ما يحتاجه طلابنا اليوم فإذا أردت أن تهدم حضارة امة فهناك وسائل ثلاثة هي:- اهدم الأسرة ثانيا اهدم التعليم وثالث اسقط القد وات والمرجعيات. ولكي تهدم الأسرة عليك بتغيب دور الأم في تربية أبناءها وأجيال المستقبل ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه. ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء اطعن فيهم وقلل من شانهم وشكك فيهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتضي بهم احد.

وهنا لا بد أن نشير الى التقدم الذي حصل في هذه المدرسة خلال الأعوام المنصرمة على كافة الأصعدة المتعلقة بالعمليتين التربوية و التعليمية مما أتاح الفرصة لطلبتنا الأعزاء أن يحصلوا على نتائج مشرفة في الامتحانات العامة، مقدراً جهود الطلبة و إخلاص إدارة المدرسة و معلميها و معلماتها وان هذا الصرح الأكاديمي الثقافي العربي الرومي خرّج أناس لهم مراكز مرموقة وعالية في مجتمعنا الأصيل الذين نعتز بهم ونفتخر. والذين نصلي من أجلهم و نطلب بركات الرب لتحل عليهم وعليكم سرمداً.

وهنا لابد لنا ان نقول كلمة حق أمام الله و أمامكم و أمام مديرية التربية والتعليم و الأسرة التعليمة ونشيد بالدور الريادي و الأكاديمي التعليمي الذي يقومون به بمساعدتهم و مساندهم للمدارس الخاصة في هذه

المحافظة من اجل رفع شأن مدارسنا و ازدهارها و الذي يعود لمنفعة وطننا الغالي فلسطين.
وان شاء الله لسوف نحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت أمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف تحت القيادة الحكيمة لفخامة رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس أبو مازن حفظه الله ورعاة وبذلك يعم السلام في الأراضي المقدسة وفي العالم اجمع

ولسوف نعمل دائما من اجل بناء مدرسة جديدة في كل قرية ومدينة في الأراضي المقدسة حتى تكون معلماً من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة.

إننا نثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجين لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتنا لهم بتحقق ذلك.
وفي الختام نعلن لأبناء شعبنا الفلسطيني عامةً ولجميع أبناء مدينة بيرزيت وضواحيها بأننا لسوف نبدأ التسجيل الطلاب جدد في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية لمدرستنا الجديدة في مدينة بيرزيت.

وكل عام وانتم بخير والف مبروك
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية