1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن في تخريج طلبة مدرستنا الرومية الأرثوذكسية مار متري في القدس 19/5/2015

قدس ابننا الحبيب الارشمندريت يورنيموس رئيس لجنة مدارس بطريركية الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة الجزيل الاحترام

سلام المسيح القائم من بين الأموات لكم جميعاً
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع،

أود أولا أن اعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم وأهلكم ومدرسيكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية العامة، كما نقدر بإجلال واعتزاز عميقين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة وخاصة الأستاذ الفاضل والمربي الأستاذ سمير زناتيري مدير مدرستنا الذي يقود هذه الصرح الاكاديمي بكل تفان وإخلاص على ما بذلة ويبذله من جهود كي يتمكن الطلبة الأعزاء في هذه المدرسة العريقة التي نعتز ونفتخربها ألا وهي مدرسة ما متري في قدسنا الشريف قدس الأقداس رغم الظروف الصعبة التي نمر فيها من تخطي هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم للدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم.

إن الإنسان أيها الإخوة يستحق دائما أن يكون في وطنه، وتحفظ له حقوقه في فرص التقدم وتصان له كرامته خاصة في فلسطين الحبيبة حيث نجد فيها التعايش الأخوي المسيحي والإسلامي والاحترام المتبادل بين جميع شرائح المجتمع واكبر مثال على ذلك العهدة العمرية التي عقدت وتمت في سماء قدسنا الشريف قدس الاقداس وهذه إن دل على شيء يدل على الوحدة الصادقة بيننا منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا ونؤمن أيضا بان همومنا وأهدافنا وأمالنا واحدة ومدرستنا مار متري هي المثال لهذا النموذج الحقيقي لكي يبقى هذا الصرح الأكاديمي شمعة مضيئة في سماء القدس والأراضي المقدسة.

وهنا لا بد لنا في هذا الحفل إلا أن نقول كلمة حق أمامكم وأمام هذا الحشد الكبير من أبناء شعبنا الفلسطيني المقدسي العريق بمسلميه ومسيحية نشيد بالدور الوطني والريادي والديني والاجتماعي والفني

ونشد على أيادي إدارة هذا الصرح الأكاديمي وخاصة الأستاذ الفاضل سمير زنانيري مدير المدرسة لوقوفه وفقه وطنية وتربوية واجتماعية أمام كل التحديات والمواجهات التي نواجهها في أيامنا هذه. وإننا لسوف نعمل بجد واجتهاد وإصرار على ما لدينا من قدرات وطاقات واتصالات من اجل الحفاظ على القدس الشريف قدس الاقداس التي تقع بطريركيتنا الرومية الأرثوذكسية في قلبها وشريانها وبالإضافة إلى ذلك لسوف نعمل بكل تفان وإخلاص وغيرة من اجل تثبيت أبناء كنيستنا الرومية الأرثوذكسية خاصة والمسيحيين في الأراضي المقدسة وجميع أبناء قدسنا الشريف من الحد من الهجرة الفلسطينية التي أخذت تتزايد رويدا رويدا وبسرعة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة في الأراضي المقدسة واني أقول لكم وبصراح بان الضمان الوحيد للتواجد الفلسطيني المسيحي في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة هي بطريركية الروم الأرثوذكس أم الكنائس في قدس الاقداس.

فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم فإذا أردت أن تبني حضارة امة فهناك ثلاثة وسائل هي:- أولا ابنٍ الأسرة ثانيا أرع التعليم وثالثا ارفع القد وات والمرجعيات.

ولكي تبني الأسرة عليك برعاية دور الأم في تربية أبناءها والاهتمام بها لبناء جيل المستقبل ولكي ترعى التعليم عليك بالمعلم اجعل له أهمية في المجتمع وارفع من مكانته حتى يقتدي به طلابه. ولكي ترفع القدوات عليك بالعلماء اجعلهم القدوة للجميع كي يعلو شانهم ولا تشكك فيهم حتى يُسمع لهم و يقتدي بهم الجميع

وإني أتعهد أمام الله وأمامكم أن تستمر برامج تطوير المدارس الأرثوذكسية ويستمر تشجيع تعاونها الأكاديمي والرياضي والثقافي والفني مع باقي المدارس التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس” أم الكنائس” حتى تصبح معلما من معالم النهضة العلمية والثقافية والحضارية لبناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة وتأمين الخريجين القادرين على متابعة تعليمهم في جامعاتنا في فلسطين وكبرى جامعات العالم حتى يتمكنوا أن يكونوا أعمدة في عملية تنمية شاملة في الأراضي المقدسة وان نزرع فيهم المحبة والتسامح والتواضع والوحدة فهذه الصفات التي علينا جميعا أن نتحلى بها ولأننا بذلك نستطيع أن نصبح أولادا حقيقيين لأبينا السماوي وان نجعل من ابناء هذا الصرح الاكاديميي الاورثوذكسي مشاعل مضيئة في سماء فلسطين الحبيبة لكي يحافظوا على النموذج الاجتماعي والديني والوطني في مجتمنا الفلسطيني

وكيف لا بما اننا أصحاب العهدة العمرية التي تمت في سماء القدس بين الحليفة عمر بن الحطاب رضي الله عنه والبطريرك المثلث الرحمات صفرونيوس. وان شاء الله لسوف تحتفل بمثل هذه المناسبات في بناء أجيال المستقبل وقد تحققت آمال وأهداف شعبنا المعذب بالحرية والحق والعدل والاستقلال.وقد عمّ السلام في قدسنا الشريف وفي الأراضي المقدسة وفي العام اجمع.

إنني اثني على جهود الإدارة والمعلمين والمعلمات والطلاب راجيا لهم النجاح والتفوق في امتحان الشهادة الثانوية لهذا العام مع خالص بركاتي لهم بتحقيق ذلك. وفي الختام كما قال الرب يسوع المسيح له المجد” من عمل وعلم فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات.

وفي الختام نعلن لأبناء شعبنا الفلسطيني عامةً ولجميع أبناء مدينة بيرزيت وضواحيها بأننا لسوف نبدأ التسجيل الطلاب الجدد في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية لمدرستنا الجديدة في مدينة بيرزيت

وكل عام وانتم بخير و مبارك للجميع

ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية