1

معايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، وذلك بمناسبة عيد القديسين العظيمين قسطنطين وهيلانة

إن الكنيسة تبتهجُ اليومَ بتذكاركَ المجيد الشريف. وتحتفلُ به ممتدحةً حقَ الامتداح ومزدانةً بعزتك أيها الملك زينةً رمزية وتَهتِفُ قائلةً : افرح يا من غار من بولس فحملَ صليب المسيح وسحق فخاخ المقاوم .افرح يا أفضل الملوك ومعادل الرسل في الكرامة . السلام عليك يا ركن المؤمنين ومنارة الملوك افرح يا مجد الأرثوذُكسيين الروميين يا قسطنطين المتوجُ من الله. هذا ما يقوله مرنم الكنيسة.

سعادة القنصل اليوناني العام،
أيها الآباء الأجلاء والاخوة المحترمين،
أيها المسيحيون الزوار الأتقياء،

تبتهج اليوم كنيسة أورشليم المقدسة متممةً تذكار القديسَين المشرفَين الملكَين العظيمين المتوَّجين من الله المعادلَي الرسل قسطنطين وهيلانة . وذلك لأن الملكين المتوجين من الله قد برزوا من جهة رسلاً للرومية ومن الجهة الأخرى مُشيدين للمزارات والأماكن المقدسة أي الميلاد والصلب والقبر وقيامة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وباقي الأماكن الدينية الموقرة الشاهدة لسر التدبير الإلهي.

وأيضا قد أظهر هؤلاء القديسين ،عبيد الله، مؤسسي طغمة المثقفين المقدسة، أي ما نعني به اليوم أخوية القبر المقدس والتي من خلال حضورها الأرضي الكنسي على مر العصور تخدُم بعبادةٍ نعمة الروح القدس ، وتُحافظ بهيبةٍ ووقارٍ على شواهد التاريخ المقدس التي لا تُحصى أي تاريخِ خلاصِ البشرية وايماننا في المسيح المصلوب والناهض من القبر.
إن شواهد إيماننا هذه التي لا تعد ولا تُحصى ، والذين مَنَحتهُم لنا العناية الإلهية يشكلون إرثاً روحياً طبيعياً لجنسنا الروميّ الأرثوذكسي التقي.
إن الأماكن المقدسة بشكلٍ عام و أورشليم بشكلٍ خاص، تُحافظُ الى هذا اليوم على طابعها المسيحي وهويتها الرومية الأرثوذكسية، وهذا الفضلُ يعودُ كله إلى القديسين المعادلي الرسل قسطنطين وهيلانة الذي أبدوا إهتماماً شخصياً بالقول و الفعل على إزالةِ و تدمير الأوثان وإنشاءِ المزارات المقدسة و تدشين الهياكل الفائقة الروعة والجمال.
ومن الجدير بالذكر ما كتبهُ القديس قسطنطين في رسالته الى أسقف أورشليم (إيلياس) مكاريوس عن بناء هيكل القيامة، فيكتب القديس قسطنطين لهُ قائلا:” أريد أن تعلم وتؤمن بأنه هناك اهتمام لجميع الأماكن المقدسة وبأمرٍ من الله سيتم إزالة جميع أرجاس الأوثان وتطهيرها وعندها سأكون كأنني قد تخلصت من حمل ثقيلٍ.”
ولهذا بحق و عدلٍ تكرم كنيستنا المقدسة القديس العظيم قسطنطين ووالدته المعادلي الرسل ، الذي حصل على الدعوة مثل بولس الإلهي لا من البشر.
ختاماً نتضرعُ إلى ملكنا وربنا يسوع المسيح و مع المرنم نهتف قائلين:
“لقد أهّلت لملكوتك العلوي هيلانة القديسة وقسطنطين المعظم. الذين زكيتهما قديماً أيها الرب الملك الأزلي الغير المائت ليملكا على الأرض بحسن عبادة. وقد أحباك محبة خالصة. فبشفاعاتهما تراءف علينا جميعاً.”

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية