1

كلمة صاحب الغبطة بمناسبة تخريج طلاب مدرسة الرملة الرومية الأرثوذكسية لعام 12/6/2015

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

سلام المسيح له المجد لكم،

أود أولاً أن أعبر عن بهجتي الزاخرة وسروري العميق لمشاركتي إياكم حفل التخريج هذا الذي نكرم فيه جهود الطلبة بإتمام واجباتهم العلمية للحصول على شهادة الثانوية ، كما نقدر بإجلال وإعتزاز عميقيين أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية للمدرسة على ما بذلوه من جهد كي يتمكن الطلبة الأعزاء من تخطي هذه المرحلة العلمية التي تؤهلهم لدخول عالم مختلف ومتنوع من حيث الخيارات والمسؤوليات في سبيل التسلح بمزيد من العلم .

إن التقدم في مجال التعليم ليس بالأمر المستحيل فقد سبقنا فيه من هم ليسوا أفضل منا لكنهم اهتدوا الى أهميته قبلنا، وأعطوه الأولوية اللازمة، وإلتزمت الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني معاً في دعمه ونتج عن ذلك تقدم وإزدهار تلك الأمم.

إن إصلاح كل شيء في المجتمع يبدأ بالتعليم، و به يرتقي الإنسان إلى مراكز اجتماعية و وطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترعرع ونشأ فيه، و يكون سنداً لمجتمعه و عائلته،

و يساهم في تعزيز فرص التقدم للأجيال التي تليه. و هكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم و التطور التي يصنعها الأيمان بالله و العلم.

فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم فإذا أردت أن تبني حضارة امة فهناك ثلاثة وسائل أولا ابنٍ الأسرة ثانيا أرع التعليم وثالثا ارفع القد وات والمرجعيات.

ولكي تبني الأسرة عليك برعاية دور الأم في تربية أبناءها والاهتمام بها لبناء جيل المستقبل ولكي ترعى التعليم عليك بالمعلم اجعل له أهمية في المجتمع وارفع من مكانته حتى يقتدي به طلابه. ولكي ترفع القدوات عليك بالعلماء اجعلهم القدوة للجميع كي يعلو شانهم ولا تشكك فيهم حتى يُسمع لهم و يقتدي بهم الجميع.

ومن هذا المنطلق، فإن دعم التعليم و رفعة المستوى التعليمي و توفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من أبناء الأراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا إيماننا المسيحي و انتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الأراضي المقدسة. و إننا نتعهد أمام الله سبحانه و تعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الرومية الأرثوذكسية و تطوير برامجها الأكاديمية و تشجيع تعاونها العلمي و الرياضي و الثقافي و الفني مع كل من يشاركنا هذه الرؤية

إننا نثني على جهود مدير مدرستنا والأسرة التعليمية وجميع العاملين فيها بالدور الكبير الذي يقومون به في رفع مستوى هذا الصرح الأكاديمي الرومي الأرثوذكسي الذي تعتز ونفتخر به. وهنا لا بد لنا ان نشيد بالذين يدعمون مدارسنا الرومية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة من اجل أن نعطي الطلبة الأعزاء الراحة النفسية والجو الأكاديمي المناسب والذين يستحقونه من اجل أن يحصلوا على نتائج مشرفة وان يقطف أولياء الأمور ثمار أبنائهم الأعزاء . ولا يسعنا إلا أن نشكرهم من أعمق أعماق قلوبنا حيث ينطبق عليهم قول السيد المسيح في الكتاب المقدس ” انتم ملح الأرض فإن فسد الملح فبماذا يملح”.

وفي الختام نتمنى لطلابنا الأعزاء النجاح والتفوق في الامتحانات مع خالص بركاتنا لهم بتحقيق ذلك

وكل عام وانتم بألف خير و مبارك للجميع

ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة