1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة اورشليم في تخريج طلبة مدرسة المطران تيموثاوس الرومية الاورثوذكسية في كفرياسيف20-6-2015

أودّ ان اعبّر عن بهجتي العميقة لمشاركتي اياكم وأهلكم ومدرسيكم في حفل التخريج هذا الذي نكرّم فيه جهود خريجينا الذين اتمّوا واجباتهم الاكاديمية واستحقوا بامتياز حفل التخرج هذا. كما واود ان افصح عن تقديري واعتزازي باولياء الامور والمعلمين والمعلمات والهيئة الادارية على ما بذلوه من جهد وتضحية كي يتمكن الطلبة من تخطي هذه المرحلة الاكاديمية التي تؤهلهم لدخول المرحلة الثانوية من اجل اكمال دراستهم من اجل الوصول الى الجامعات الكبرى وتحقيق املهم واهدافهم التي يصبون اليها.
من الحقوق الطبيعية للانسان ايها الاخوة والاخوات, أن يعيش في وطنه وأن يمارس حقه الذي وهبَه أياه الله في الامان وتطوير الذات وتوفير الفرص للتقدم والنهوض بالمجتمع, ولكي يستطيع الانسان ان ينال مبتغاه المشروع, عليه التسلح بالايمان بالله ومعرفة حقائق العصر ومواكبة التطور وتوظيف العلم لخدمة البشرية بعقل منفتح. وكما هو مكتوب في الانجيل المقدس العلم هو اساس الحرية والحق ولا يستطيع احد ان يسلبه منا مهما كانت قوته وقدرته.
ان اصلاح كل شئ في المجتمع يبدأ بالتعليم, وبه يرتقي الانسان الى مراكز اجتماعية ووطنية ليكون نجماً في سماء وطنه الذي ترتعرع ونشأ فيه, ويكون سنداً لمجتمعه وعائلته, وساهم في تعزيز فرص التقدم للاجيال التي تليه. وهكذا نضمن استمرار دوران عجلة التقدم والتطور التي يصنعها الايمان بالله والعلم.

وسيدنا المسيح يأمرنا بان نشارك العالم أجمع بمعرفتنا فيقول ” انتم نور العالم فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات”. والنور الذي يتحدث عنه سيدنا يسوع المسيح هو نور الايمان ونور العلم ونور المحبة والتسامح. ولكي نكون نوراً للعالم علينا ان نتسلح بالايمان والعلم ونثابر في سبيلهما ونوطفهما لخدمة الوطن بالاساليب التي تناسب مواهبنا وقدراتنا التي منحنا اياها الخالق عز وجل.
ومن هذا المنطلق, فان دعم التعليم ورفع المستوى التعليمي وتوفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من ابناء الاراضي المقدسة لهو واجب يمليه علينا ايماننا المسيحي وانتمائنا لهذه الارض الطيبة ووفاؤنا لأبنائنا في الاراضي المقدسة. واننا نتعهد امام الله سبحانه وتعالى بحضوركم الكريم أن نستمر في بناء المدارس الرومية الاورثوذكسية وتطوير برامجها الاكاديمية وتشجيع تعاونها العلمي والرياضي والثقافي والفني من اجل ان نعطي الطلبة الاعزاء الراحة النفسية والجو الاكاديمي المناسب والذين يستحقونه من أجل ان يحصلوا على نتائج مشرفة وان يقطف أولياء الامور ثمار أبنائهم الاعزاء دائماً.
وهنا لا بد انا ان نشيد بالذين يدعمون هذه المدرسة وهذا الصرح الاكاديمي الذي تعتز ونفتخر به ونخص بالذكر قدس ابننا الايكونوموس عطا الله مخولي والمجلس الرعوي وابنتنا السيدة نغم فرح الذين يعملون بجد واجتهاد واصرار على رفع شأن هذه المدرسة ولا يسعنا الا ان نشكرهم من أعمق أعماق قلوبنا حيث ينطبق عليهم قول السيد المسيح في الكتاب المقدس “انتم ملح الارض فان فسد الملح فبماذا يملح”.
وفي الختام نشيد بجهود الادارة والمعلمين والمعلمات والطلاب في هذا الصرح الاكاديمي راجين لهم النجاح والتفوّق بالامتحانات مع خالص بركاتنا لهم بتحقيق ذلك.

وكل عام وانتم بالف خير ومبارك للجميع
ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة