1

معايدة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة لأبنائه في قرية المكر بمناسبة عيد القديس النبي إيليا التسبي

أيها الأخوة المحبوبون بالرب يسوع المسيح ،
حضرات رؤساء اللجان وممثلي مؤسسات الشعب الواحد لقريتكم المكر المحترمين،
حضرة السيد المختارالمُوقر،
حضرات الآباء الأجلاء المُحترمين،
حضرة إمام القرية الشيخ المُحترم ،
الحضور الكريم كل ٌ باسمه مع حفظ الألقاب،
إنّها لمناسبة رائعة وعظيمة ألا وهي تكريم القديس النبي إيليا التسبي هذه المناسبة التي جمعتنا اليوم في قريتكم التاريخية هذه القرية المكر لكي نُمجّد ونُكرِّم ربنا وإلهنا رافعين له ابتهالاتنا وتضرعاتنا ليمطر علينا رحمته وبركاته.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ للقديس إيليا النبي مكانةً خاصة في التاريخ البشري و بالأخص في ضمير سكان الشرق الأوسط الديني وكافة أرجاء الأرض المقدسة.
و يرجع هذا إلى أنّ النبي إيليا قد تميّز بغيرةٍ ملتهبةٍ ومتقدة لأجل الله والعدالة الإلهية ،فقد كان مُحامياً عن الحقيقة ، ومقاتلاً جسوراً ضد الكذب والخِداع والنفاق،ومدافعاً عن المظلومين والضعفاء والأيتام والأرامل .

ولا ننسى أنّ إيليا كان مُرسلاٍ من الله في زمنٍ زاغَ الشعبُ فيه،وضَلَّ عن طريق معرفة الله والعبادة الطاهرة، وقد اتَّسَمَ إيليا النبي بأنه بركان حبٍ لله الواحد الحَيّ،حيث كانت نَفسَهُ مُتًجَدّدةًبالروح القدس على الدوام.
الأمر الذي حدا بالنبي إيليا لمعاملة سلطةً عصرهِ العلمانية بقسوةٍ وانتقداها بنيةٍ حسنة أو بما يعرف في وقتنا هذا بالنّقد البنّاء من أجل صلاح المجتمع، حيث وبّخ الزعماء والملوك الذين خرجوا عن الشريعة وعن وصايا الله ،الإله الحقيقي.
فكانت مواعِظ النبي إيليا النارية الملاك الأرضي والإنسان السماويّ تُستبان لنا اليوم كصوت حيّ للإله المُحب البشر” الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ”(1تيم 2 : 4 ).
إنّ دعوتنا لمعرفة الحق تعني أن نعرف أنّ إله إيليا الذي هو إله الحب والسلام والعدالة وصانعُ السماء والأرض وخالق طبيعتنا البشرية وهو القاضي العادل لتاريخنا البشري.
ولذا علينا أن ندرك أيها الأحبة أنه ليس بمقدورنا أن نُحِب الله ونُبغِض أخانا في آنٍ واحد، كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ” (1 يو 4 : 20 ).
إنّ البغض والكراهية تُنشئ العنف والطغيان الأمر الذي يسيء إلى شخص الإنسان، وعلى العكس من ذلك فإن الحب يُنشئ السلام، ويؤكد ذلك القديس بولس الرسول قائلاً”أَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ (1 كور 14 : 33 ) وأيضاًاِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ (عبر12 :14 )
إنّ رسالة السلام هذه نحملها لكم ونؤيدها نحن كبطريرك المدينة المقدسة أوروشليم وخليفة القديس العظيم الشهيد يعقوب أخي الرب أول رؤساء أساقفة أوروشليم وأيضا خليفة بطريرك الروم الأرثوذكس صفرونيوس العظيم .
كل عام وأنت بألف خير .آمين