1

مُعايدة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد رفع الصليب الكريم المحيي 27-9-2015

إنَّ عود الحياة بانتشالهِ اليوم من أعماق الأرض يحقّق قيامة المسيح الذي علّق عليهِ. وبرفعهِ بين أيدي الكهنة يُخبّر بارتفاع المسيح إلى السماءِ. الذي بهِ نهضت طبيعتنا من سقوطها إلى الأرض. فتوطَّنت في السماء. فلنهتفنَّ عن شكرٍ قائلين ياربُّ يا مَن رٌفع عليهِ فرفعنا بهِ معهُ أهّلنا نحن مسبّحيك للفرح السماوي”. هذا ما يقوله مرنم الكنيسة القديس قُزماس اسقف مايوما

سعادة قنصل اليونان العام المحترم،
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحبوبون ،
أيها الزوار الحسنو العبادة،
اليوم هو عيد رفع الصليب الكريم المحيي في العالم والذي حدثَ في هذا المكان المقدس حيث تمت ذبيحة صلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وقيامته، وهذا العيد ليس مجرد فرحة عيدٍ أو مصدر بركة فقط بل هو أيضاً موضوعُ افتخارٍ وهذا ما يؤكّده قول الرسول بولس: ” وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ” (غلاطية 6: 14)
نعم أيها الأحبة إن صليب المسيح هو فخرٌ لأنه به، أي بالصليب، قد أُلغيُّ موت الفساد والخطيئةُ أُبيدتْ، فقد دخل الموت إلى جنس البشر بسبب الإنسان، كما يقول سليمان الحكيم في كتابه :” إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ.(حكمة سليمان 1: 13 )” لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ”(حكمة سليمان 2: 24)
وفي هذا الصدد نصغي إلى القديس قُزماس فنسمعهُ قائلاً “أنه كما بوساطة الأكل من العود دخل الموت إلى جنس البشر فبوساطة عود الصليب أُلغيَّ الموت اليوم”.
ويستطرد القديس أثناسيوس في هذا المجال مفسراً قول الرسول بولس: ” لَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِ الَموْتُ مِنْ بَعْد” (رو 9:6)”لهذا فقد صلب” المسيح” لكي يشترينا من اللعنة ونَرِثُ نحن البركة “.
وهذه البركة تَنبعُ من قوة المصلوب المرفوع على الصليب أي المسيح إلهنا ومخلصنا والتي يتحدث عنها القديس بولس الرسول، إذ يقول: ” فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”(كو1 :18)
وبمعنى آخر فإن إعلان بشارة الصليب تُستبانُ لآولئك الذين يسيرون في طريق الضلال بأنها جهل وغباوة أما لنا نحن الذين نسير في طريق الخلاص فهي قوة الله المنيرة والمحيية والمعزية.
ختاماً نتضَرعُ إلى إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ومع المرتل نهتِفُ ونقول: “يا صليب المسيح. يا رجاء المسيحيين وهادي الضالين. وميناء المشتتين. ويا نصرة في الحروب. وصيانة المسكونة. وطبيب المرضى. وقيامة الأموات. ارحمنا وخلصنا واحفظنا من كل شرٍ. آمين

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية