1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة افتتاح الحفل السنوي للنادي الارثوذكسي في مدينة الفحيص الاردن

ان الصليب اليوم يرفع فيعتق العالم في الضلالة, اليوم تتجدد قيامة المسيح فتبتهج اقطار الارض متهلله, وتسبحك بصنوج داودية قائلة: “لقد صنعت يا الله خلاصا في وسط الارض, هو الصليب والقيامة اللذين خلصتنا بهما ايها الصالح المحب البشر”
لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك نمجد ونبارك
اصحاب النيافة
قدس وكيلنا البطريركي في الفحيص الارشمندريت ايرونيموس
الاباء الاجلاء المحترمين
سعادة رئيس البلدية الفحيص هويشل عكروش المحترم
رؤساء المؤسسات الرومية الارثوذكس والشخصيات الوطنية الاعتبارية
ابننا العزيز رئيس النادي الارثوذكسي الرومي السيد ناهد الصويص المحترم
ابناءنا الاعزاء اعضاء الهيئتين الادارية والعامة المحترمين
الحضور الكرام مع حفظ الالقاب للجميع

اتينا اليوم من المدينة المقدسة من كنيسة القيامة التي بنيت من قبل الملكين القديسيين قسطنطين وهيلانة في القرن الرابع الميلادي, اتينا من الجلجلة الرهيبة اتينا من القبر المقدس القابل الحياة لكي نعايدكم ونبارككم بمناسبة رفع صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الذي يصادف في هذه الايام المباركة.

ايها الحفل الكريم
ليس للكلمات قدرة في اللسنتنا, ولا للجمل قوة في افواهنا لكي نعبر لكم عن سرورنا العميق وفرحا العظيم الذي يعمر قلوبنا ويبهج صدورنا في هذه المناسبة الا وهي افتتاح الحفل السنوي التاسع عشر للنادي الارثوذكسي في مدينة الفحيص تحت رعايتنا في هذا اليوم الاغر.
ان النادي الارثوذكسي له دور كبير, كما عهدناه على جميع الاصعدة في المجتمع المحلي الاردني في جميع النواحي الاجتماعية الدينية والرياضية والثقافية والوطنية, وله الدور الكبير في تنشئة اجيال المستقبل لكي يكونوا اعمدة شامخة يقودون المجتمع الاردني ويخدمون مدينتهم ووطنهم بكل تفان واخلاص يعملون ليلا ونهارا بجد واجتهاد واصرار بالتعاون مع الكنيسة التابعة لبطريركية الروم الارثوذكس ام الكنائس من اجل رفع شان كنيستهم ومدينتهم ووطنهم, حيث نشعر بكل فخر واعتزاز عما يقومون به ونجد فيهم روح الاتصال والتواصل مع وكيلنا البطريركي والكهنة وجميع ابناء المدينة, وبناء عليه نقول لكم نحن معكم دائما في الماضي والحاضر والمستقبل من اجل تحقيق الامال والاهداف التي تصبون اليها من اجل تحقيقها في ارض الواقع.
واذ ننتهز هذه المناسبة لكي نخاطبكم من القلب الى القلب اننا نشعر بالقلق والحزن عما يحدث في منطقة الشرق الاوسط والاراضي المقدسة في قدس الاقداس وخاصة في مسجد الاقصى المبارك ونقول لكم بكل صراحة ومن هذا المكان الذي نعتز ونفتخر به, اي اعتداء على المسجد المبارك هو اعتداء على كنيسة القيامة.
ولا يسعنا الا ان نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به جلالة ملكنا المعظم عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه من اجل الحفاظ على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في الاراضي المقدسة وفي قدسنا الشريف, بالاضافة الى ذلك نشاهد ونترقب عن كثب ما يحدث على ارض الواقع في منطقة الشرق الاوسط من هدم البيوت وقتل الابرياء وسفك الدماء وترحيل وتشتيت وتهجير الناس البسطاء من بيوتهم وكنائسهم ومساجدهم وبشكل خاص المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط والهجرة التي نواجهها في هذه الايام.
بناء على ذلك نقول لكم بان الحرب والعنف والاضطهاد ليس ضد الجسد والدم وانما من اجل الزعامة والرئاسة كما قال القديس بولس في رسالته الى اهل افسس “لان مصارعتنا ليست ضد الدم واللحم بل ضد مكائد الرئاسات ضد السلاطين ضد ولاة العالم, عالم ظلمة هذا الدهر.
لنصل ونضرع ونبتهل الى الرب الفادي يسوع المسيح وبشفاعة امه العذراء مريم الدائمة البتولية والقديس جوارجيوس اللابس الظفر حافظ هذه المدينة من اجل ارسال العدل والحق والاستقرار والسلام في منطقتنا والعالم اجمع.
وفي الختام نتمنى لنادينا الارثوذكسي الرومي في مدينة الفحيص مزيدا من النشاطات والفعاليات والتقدم والازدهار والنجاح والفلاح لما عهدناه فيهم لكي يبقى هذا النادي العريق شمعة مضيئة في سماء مدينة الفحيص في اردننا العزيز حيث ينطبق عليهم قول السيد المسيح “انتم نور العام فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات.
سيروا الى الامام ونحن معكم في ظل القيادة الحكيمة لجلالة ملكنا المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه, واقول لكم يا ابانئي قول السيد المسيح في الانجيل المقدس “انا الكرمة وانتم الاغصان اثبتوا في تاتوا بثمار جمة”.
وكل عام وانتم بخير ليكن هذا الانجاز مبارك

مكتب السكرتاريةالعام – بطريركية الروم الأرثوذكسية