1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة في ذكرى مرور أربعين يوم على إنتقال المرحوم الطيب الذكر ألايكونومس الياس صويص إلى ألاخدار السماوية الفحيص, ألاردن ١١-١٢-٢٠١٥

ألآباء ألاجلاء, أيها ألابناء ألاحباء بالرب الفادي يسوع المسيح, الحضور الكرام مع حفظ ألالقاب للجميع
جئنا اليوم من المدينة المقدسة ومن كنيستنا الرومية ألاورثوذكسية العريقة أم الكنائس في العالم لكي نترأس قداس الاربعين يوماً في ذكرى إبننا المرحوم الطيب الذِكر قدس ألاب الايكونومس الياس صويص الذي ترك خلفة طيلة أيام حياته أعمالاً صالحةً وفراعاً كبيراً بالنسبة لكنيسة الروم ألاورثوذكس في الفحيص ورعيته وأهل بيته وذويه ومجتمعه. وهذا اليوم المُكرس لذكراه يشكل ضريبة ضئيلة لشخصه وعمله.
ففي صلواتنا هذه في ذكرى مرور أربعين يوماً لإنتقاله عنا نرى أنه من الحق والعدل أن نضع كلمات حقه لسلوكه بالرب. إذ ساءب أن يكون مخلصاً للكنيسة منذ نعومة أظافره معطاء محباً للإنسانية, مسيحياً أورثوذكسياً ذا ضمير حي وإبناً أميناً لبطريركية الروم ألاورثوذكس. كان دائم التواجد في بيت الرب, والمرحوم ذلك الراعي الصالح, والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف, وقد حمل للناس بصدق رسالة السيد المسيح له المجد يوم قال لتلاميذه: ” طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون ” ومن عمل وعلم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السموات”. وكما أنه كان بالإضافة الى أيمانه العميق مخلصاً لرعيته إلى يوم دعاه الرب الى ألاخدار السماوية كما كان لزوجته, وإذ نجد كليهما في تعاون إرادة الله تباركا منه وأصبحا والدين لأبناء كثيرين ربياهم تربية صالحة تليق بكنيستنا الرومية ألاورثوذكسية العريقة, وعلماهم التربية المدرسية والجامعية وألاجتماعية الضرورية جتى حازوا على مناصب إجتماعية مرموقة.

ونحن كبطريركية الروم ألاورثوذكس أم الكنائس نعتز ونفتخر بقُدس ابننا المرحوم الطيب الذكر وبعائلته العريقة التي أثبتت ليس بالقول بل بالفعل بأنهم جديرين كل الجدارة بلقب ما وصفنا به الرب يسوع المسيح له المجد في ألانجيل المقدس: ” أنتم نور العالم فليضيء نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات”. كان المرحوم تلك الشجرة الجيدة الذي ذكرها له المجد في ألانجيل المقدس حين قال : ” هكذا كل شجرة جيدة تصنع ثمراً ولا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً رديئة “.
نرجو ربنا الشفوق العطوف بإيمان ورجاء أن يرى أعماله الصالحة ويغفر له ذنوبه الطوعية والكرهية كونه إنساناً, نرجو أن يلهم زوجته وأبناءه وأحفاده وأقرباءه وأنسباءه ومعارفه وأبناء رعيته وعموم آل الصويص الصبر والسلوان في غياب فقيدنا الكبير الجسدي, إذ أن عمله الديني والكنسي وألاجتماعي سينتصر على قدرة الزمن وجبروت الموت وستُؤبد ذكراه. وهنا لا يسعنا إلا أن نستذكر قول الشاعر حين قال: قال سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم في الليلة الظلماء يفتقد البدر. داعياً أن يرتب الرب ألاله نفسه في أخدار ألاحياء وألابرار والصديقين.
الرب أعطى والرب أخذ فليكن إسم الرب مباركاً

ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة