1

كلمة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة بمناسبة زيارته الى مدينة إربد , ألاردن ١١-١٢-٢٠١٥

أيها الحضور الكرام
وقال الله:” لتُنبت ألارض عشباً وبقلاً يُبزر بِزراً ذا ثمر يعمل ثمراً كجنسه….” ورأى الله ذلك أنه حسن.
لقد زرع الله في ألارض هبة العطاء بسخاء, والمعروف غير الموصوف, والجود الذي لا يعرف الحدود المليء بالإحسان والإنعام, إهتماماً من لَدُنه تعالى بآدم ألاول وذريته. فحري لنا أن نقتدي ونتمثل بصفات المحبة الباذلة كما قال الكتاب المقدس:” العطاء أكثر غبطة من ألاخذ”.
لذلك إتخذت البطريركية المقدسية هذا المنهج السامي لأبنائها ألاجلاء, فهي أم الكنائس في ألايمان والرجاء والمحبة. وما زالت تنهج بهذا النهج ألاصيل مُقتدية بالفادي الذي بذل نفسه من أجل جميع البشر. فالبطريركية هي الشعلة المضيئة والنبراس الحي الذي يصدح بالحق السماوي.
هذه مزايا نبع المحبة, فالمحبة لا تعرف ألانانية, المحبة تهتم بالغير, المحبة لا تعرف البُغض, المحبة تاج السلام, المحبة تبني ولا تهدم, تزرع ولا تقلع, تتأنى وترفق, حتى أن الرب يسوع أمرنا قائلاً: ” أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا الى مًبغضيكم”.
إن أرض ألاردن الطاهر أنبتت لنا القائد العظيم عبدلله من الحسين أدامه الله حِصناً وذوداً على هذا ألاردن الوطن الغالي. إنه القائد المعطاء السخي التقي النبيل.

أن المحبة هي من صفات ألانسان المؤمن.
إن ألانسان المؤمن بغض الطرف عن دينه وأنتمائه يُحقق إرادة ألله من خلال أعماله, ” فمن ثمارهم تعرفونهم “. ليت ثمار أعمالنا تكون مليئة بالمحبة أمام الله. ليعم الوئام والإخاء في هذه المنطقة التي تعاني من ضيق وكرب وقلق كبير, وليس لنا ألا الله, الذي نتضرع اليه بحرارة ليسكب علينا من نوره البهي فتتسم عندها القلوب بالوداعة والمحبة, التي هي مفتاح التعايش والسلام. آمين.
وكل عام وأنتم بخير

الداعي بالرب
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم