رسالة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2015

المدينة المقدسة أورشليم 21 كانون أول 2015-12-21
اليوم تستقبل بيت لحم الجالس في ألاعالي مع الآب
اليوم يهلل الملائكة ويمجدون للطفل قائلين:
المجد لله في العلى وعلى ألارض السلام وفي الناس المسرة
كنيسة المسيح الواحدة، المقدسة، الجامعة الأرثوذكسية الرسولية في جميع أنحاء العالم تحتفل اليوم كما تعلن رعويا لأعضائها ويشهد العالم حدثا رائعاً يسمو على المفهوم وألادراك البشري .
هذا الحدث هو تتمة لنبوءات العهد القديم وتحقيق لتطلعات الشعوب, الله في محبته اللانهائية تغاضى عن جهل ألانسان وخطاياه ودعاه الى حياة أبدية جديدة التي كانت قد أُعدت له من البدء. ” أرسل فداء لشعبه. أقام إلى الأبد عهده. قدوس ومهوب اسمه”. مز110-9
هذا الفداء هو الابن الوحيد كلمة الله. ” ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني”. غلا 4:4 حسب القديس الرسول بولس.

وحسب القديس ألانجيلي يوحنا : ” والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا“.
تجسد الكلمة وأخذه للطبيعة البشرية لم يكن وفقا لقوانين الطبيعة “حين يريد الله يتغلب على نظام الطبيعة” , ولكن وفقا لإرادة الآب، والروح القدس الذي حلّ على مريم العذراء ابنة الناصرة، وحبلت بابن الله كإنسان. ابن الله صار ابن الإنسان أيضا، ومريم تحمل المسيح في الجسد. وقع الحدث في مدينة من بيت لحم، في مغارة صغيرة في عهد الإمبراطور الروماني أوغسطس قيصر اوكتافيانوس.
هذه هي محبة الله الحقيقية للانسان, وحسب قول بولس الرسول في رسالته الى أفسس ” وأما أنه صعد، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى”.
ولتتميمه هذا السر العظيم سر التجسد الالهي عيّن الله له مساعدين وشهوداً, العذراء مريم التي منها اخذ أحشائها وتجسد, ويوسف النجار خطيب مريم الذي ساعدها وكان عونها في رحلتها الى بيت لحم والى مصر فيما بعد, والشهود كانوا المجوس والرعاة وأيضاً الملائكة الذين مجدوا هذا السر العظيم بهتافهم: المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة.
هذا السر أعطانا لنكون أولاداً لله مع المتجسد يسوع المسيح حسب قول بولس الرسول في رسالته الى رومية ” فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه”, واخذ البشر مواقف مختلفة نحو هذا الحدث الالهي, البعض كالمجوس والرعاة الذين تهللوا عند سماعهم بشارة الخلاص ومجيء المخلص, وآخرون كهيرودوس الملك الذي يمثل عمل الشيطان الذي يجعل الناس تشك وتريد القتل والانتقام لمجد الكبرياء.
أعمال العنف التي تحصل اليوم بحق ألابرياء المسيحيين وغير المسيحيين في منطقة الشرق ألاوسط والعالم تستنكرها كنيسة المسيح, تستنكر القتل وكل أعمال العنف وتدعو الى السلام وتصلي من أجل الذين يسعون اليه ليكونوا أبناء الله حسب قول السيد المسيح له المجد ” طوبى لصانعي السلام لانهم أبناء الله يُدعون”.
يتم تعريف كلمة السلام والعدالة والمصالحة كبداية عهد الله على الأرض، وهذا السلام هو بالفعل داخل الكنيسة، وفي هذا العيد العالمي للمسيحية التي كتبها أم الكنائس من الكهف المقدس وكنيسة المهد المقدسة في كنيسة المهد، والحفاظ عليها عبر القرون كما قرة العين، تتمنى لرعيتها في نطاق ولايتها والحجاج في جميع أنحاء العالم نعمة من رب السلام والعدالة، والمتجسد والمولود من العذراء في الجسد، ربنا يسوع المسيح.

مدينة بيت لحم
ميلاد سنة 2015
الداعي بالرب
ثيوفيلوس الثالث
بطريرك المدينة المقدسة أورشليم