1

الكلمة الترحيبية لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث على مأدبة المحبة في دير دبين-الأردن 12-2-2016

نفرح ونتهلل كهنةً وشعباً في هذا العيد الجامع في هذه الواحة الروحية حديثة المنشأ أي دير سيدة العذراء” ينبوع الحياة ” في دبين وهذا لأنَّ كنيسة آوروشليم “أم الكنائس ” كما هي معروفة في الكتب المقدسة أي بطريركية الروم الأرثوذكس مستمرة في نشر رسالتها التي هي محبة المسيح دون كللٍ أو توقف على صعيد هذا العالم عامةً أو في منطقة الشرق الأوسط على الأخص .هذه المحبة التي بحسب القديس الرسول بولس :”لاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ،وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ،وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ”.(1كور 13 : 5-7).

فمن جهةٍ أقول هذا لأن سلفنا المطوب الذكر المثلث الرحمات البطريرك ذيوذوروس قد أخذَ على عاتقه المبادرة بإنشاء هذا الدير المقدس في أرض دبين الجميلة .ومن جهة أخرى فقد انتظم العمل في هذا الدير من قِبَل أبينا خريستوفوروس فأصبح هذا الدير يُشكِّل ملجأ ومنارة أملٍ روحيةٍ للكنيسة وتعزيةٍ بالأخص لإنسان عصرنا الحالي الذي يحيا في دوامة العولمة والاضطراب والتشويش والضلال والارتداد والجهل . وهذا لأنه بشهادة الإنجيلي متى” مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله”.(متى 4 :4)
والكلمة التي تخرج من فم الله ليس هي إلا الطعام الروحي والذي إنساننا الداخلي أي نفس الإنسان بحاجةٍ ماسة له.
وهذا ماتقومُ و تساهمُ به الأديرة التاريخية الرئيسية المعروفة مثل لافرا القديس سابا المتقدس ودير القديس جاورجيوس الخوزيفي الذين استبان من هذه الأديرة جموع من القديسين والأبرار وشهداء محبة الله ومخلصنا يسوع المسيح .
وكما هو معروفٌ بأن هذه الأديرة الروحية تكون سبباً لكرهِ وحسدِ الشيطان المحارب رئيس الشر والذي كان من البدء قتالاً للناس كما يقول ربنا ومخلصنا في انجيل يوحنا: ذَاكَ (أي إبليس) كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. (يوحنا 8 : 44).
نحن اللذين أُهِلنا اليوم “للتمتع الذي لا يفنى واللذة التي لاحد لها” تضرعنا إلى الله بحرارةٍ من أجل هذا الدير النسائي البطريركيّ “دير السيدة العذراء والدة الاله الدائم البتولية مريم ” ينبوع الحياة” حتى يكون نبعَ أشفيةٍ للروح القدس الذي ثمارهُ هو “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.”(غلاطية 5: 22-23 )
فنسأل بشفاعات و تضرعات سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم من أجل الصحة و العافية الروحية و التعزية الإلهية و قوة الروح القدس للتي عُينت رئيسةً لهذا الدير المقدس إيرينياس و قدس الأب الأرشمندريت خريستوفورس الأب الروحي لهذا الدير مع الأخوات الراهبات الناسكات فيهِ
ختاماً أودُ أن اشكر من أعماق قلبي جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ملك المملكة الأردنية الهاشمية والذي يحافظ على أبنائنا المسيحيين تحت ستر حمايتهِ و يعمل جاهداً كي يعيشوا بسلامٍ ووئامٍ مع أحبتهم و إخوانهم المواطنين من الديانات الأخرى .
لتكن سنو الملك عديدةً مباركةً من الرب الإله مع جميع الأردنيين
اشكر جميع الذين حضروا و شاركوا في عيد رؤساء الكهنة معلمي المسكونة .
كل عام و أنتم بالف خير