1

الخطاب الترحيبي لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في بلدة أبوسنان20-2-2016

اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ(يع 1 : 2 -4 ).
اخوتنا المحبوبون بالرب يسوع المسيح،
أيها المسيحيون الأتقياء والزوار الكرام،
نشكُرُ ربنا وإلهنا الذي مَنحنا اليوم فرح الاشتراك في العبادة مع جماعة المؤمنين شاكرين ربنا وإلهنا الذي أهّلنا لأن نتمتعَ بأعمال وخيرات صبركم الصالحة أي تجديد هيكل القديس جاورجيوس لرعيتنا المستحقة كل محبةٍ و تقدير، ومن الجدير بالذكر أن نورد هنا قول القديس بولس الرسول إلى أهل رومية في هذا الصدد : ( الله )الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ (رومية 2: 6-7)

وليس هناك داعٍ لأن نقول بأن تجديد “العمل الصالح” لا يتعلق فقط في الهيكل “الحجري” ولكن بالأخص تجديدٌ لهيكل أجسادنا كما يقول القديس بولس الرسول :”أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ (1كورنثوس 19:6)
إن أقوال القديس بولس الرسول أيها الأخوة الأحبة تُشير إلى أن هدف كرازة وتعليم إنجيل المسيح هو التقديس، أي خلاص الإنسان، والخلاص يعني شفاء الطبيعة البشرية من الضعف والمرض وبالتالي تجاوُزها الموت في المسيح إلهنا القائم من بين الأموات.
إن بطريركية الروم الأرثوذكس الآوروشليمية العريقة تفتخُر في المسيح لأنه من خلالها وفي هذة الأرض المُقدسة في هذا العالم أجمع تشهدُ لحضور المسيح الحيّ وتحافظ على أن يبقى نور محبة القريب ومحبة الأعداء متوهّجٌ وغير منطفئ.
ومن جهةٍ أخرى فقد حافظت البطريركية على مر التاريخ و العصور و في أحلك الظروف وأصعب الأوقات على عملها الدؤوب و على عمل محبتها للبشر دون ريبٍ أو غشٍ ودون تفريق ٍبين جنسٍ أو عرقٍ أو جماعةٍ أو دين ، ومن جهةٍ أخرى حافظت أمينةً على التراث والتقليد الرسولي و الآبائي الأصيل.
وبكلامٍ آخر ، إن البطريركية المقدسية لم تغدرُ يوماً ولم تخون هوية المسيحيين الدينية الوطنية وبالأخص لرعاياها. ونقول هذا لأن هوية المسيحيين الذين يعيشون في هذة الأرض المقدسة والمناطق الأُخرى في هذا الشرق الأوسط الشاسع ليست هي إلا تلك ” الهوية” التي أخذناها وورثناها عن آبائنا القديسين ومعلميّ المسكونة العظام وآباء كنيستنا وجنسنا التقي.
ختاماً نتضرع إلى ربنا وإلهنا أن يمنح الجميع الصحة والعافية لكي من خلال الأعمال والأقوال الصالحة يتمجد اسم إلهنا القدوس ،إله المحبة والسلام والتعايش الأخوي السلمي.
أشكر الجميع وبالأخص قدس الأب نقولا ورئيس اللجنة والوكلاء العاملين معه وجميع من تكرّم و شّرفنا بحضورهِ في هذا العيد.
آمين