1

الخطاب الترحيبي لصاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة آوروشليم كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في بلدة الجديّدة 27-2-2016

لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي مز( 68: 10 ) والتي تَعني أنّي ألتَهبُ حباً و أُعاني لأجل بهاءِ مجد بيتكَ يارب.. هذا ما صرّح بهِ النبي داوود،
قدس الأب الحبيب الياس المحترم ،
حضرة السيد الفاضل رئيس جمعيتنا الموقرة،
أحبتنا أبناء مدينة الجديّدة والحضور الكريم كلٌ مع حفظ الألقاب،
رفعنا اليوم لصانع و بارئ الجميع ربنا وإلهنا صلوات الحمد والشكرِ والتسبيح الذي أهلنا في هذا اليوم أنَّ نأتي إلى مدينة الجديّدة التاريخية لكي نفتتح القاعة الجديدة والتي ستقوم بتسهيل و تيسير أعمالكم الرعوية المُرْضِيَةِ لله
إنَّ كلَّ عملٍ صالحٍ لا يُمجدَ اسم الله فقط ،بل أيضا أولئكَ الذينَ يُحبون بهاءَ بيتهِ كما يشهدُ بذلك القديس متّى الإنجيليّ: فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى 5 : 16 )

نفتخرُ بالمسيحِ الهنا و مخلصنا لإنه يُظهرُ وبجلاءٍ لا ريبَ فيهِ بأن إهتمام كنيستنا المقدسة الرعوي أي بطريركية آوروشليم العريقة وسائر فلسطين يُنجب و يُثمِرُ ثماراً طيبة صالحة والتي مصدرها راعي المسيح الصالح الذي يبذل نفسه لكي يحافظ على حياةِ و أبناء رعيتهِ.” أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا.وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ”.(يوحنا 10 : 11-13)
إن الحق يُقال بأنّ تحقيق و إنجاز هذا “العمل الصالح”و المُرضي لله يعود من جهةٍ إلى تعبِكم وجُهدكم الدؤوب ومن جهة أخرى لبركاتنا الأبويّة البطريركية.
وبكلامٍ آخر إن التواصل والتعاون الرائع والمستحقّ كل اعجابٍ وتقدير بين الراعي والرعية . والذي يحصلُ باسم” رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ “(أي المسيح)(عبرانيين 13: 20) يشكّلُ القاعدة الأساسية لتعليم الرسل القديسين وخلفائهم أي رعاةُ الكنائس لهذا فإن القديس بولس يُعلّم” أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ”. (عبرانيين 13 : 17)
ونفتخرُ أيضاً ونفرح بالرب إلهنا لهذهِ العلاقات الأخويّة الطيبة والانسجامِ والتعايش الأخويّ مع أبناء بلدكم من الديانات الأخرى.
ختاماً أودُ أنّ أشكرَ من أعماق القلب وبالأصالةِ عن نفسي وعن الإخوة الِكرام اللذين رافقونا في احتفال هذا اليوم على استقبالكم الحار لنا ، و النابعُ من قلوبكم “وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ (2 تسالونيكي 3 : 5). آمين