1

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيدِ شفيعهِ القديس الشهيد ثيوفيلوس الذي مع الشهداء الأربعين.22-3-2016

سعادة القنصل العام لدولة اليونان السيد يورغوس زخريوذاكيس المحترم،
أيها الآباء الأجلاء والإخوة المحترمين،
أيها الزوار المسيحيون الحسنو العبادة،
يقول مُرنمُ الكنيسة :”لقد هتف داؤود في المزامير هتافاً نبويّاً يقول: قد جزنا في النار والماء فأخرجتنا إلى الراحة. فأنتم يا شهداء المسيح الأربعين المجاهدين حقاً قد أتممتم القول بالفعل. فجزتم في النار والماء ودخلتم ملكوت السماوات. فتشفعوا الآن طالبين أن نُمْنحَ عظيم الرحمة”
مباركٌ هو الله،إلهُ آبائنا، الذي أهلنّا اليوم أنّ نُتَمِمَ بشكرٍ وتمجيدٍ الذكرى السنوية للشهداء العِظام الأربعين شهيداً والذي من بينهم القديس ثيوفيلوس في كنيسة القيامة المُقدسة حيثُ المكانَ الذي تمَّت فيهِ ذبيحةِ صليب إلهنا ومُخلصنا المسيح وقيامته.

لقد كان هؤلاء القديسون من أوطانٍ مختلفة، فتجنّدوا كلّهم في طغمةٍ واحدة ممتلكين الإيمان والاعتراف بالمسيح، وولجوا إلى ميدان الجهاد رافضين أن يضحوا للأصنام، فحُكِمَ عليهم أنّ يتجرَّدوا من ثيابهم ويُتركوا في العراءِ ليلاً في زمهرير الشتاء القاسي داخلَ البُحيرة التي كانت تقع على مشارف مدينة سبسطية كما يقول كاتب السنكسار.
إنَّ كنيسةَ المسيح المقدسة تمتدحُ ذكرى هؤلاء الشهداء في زمنِ الصوم الأربعينيّ المبارك وتكَرِمهمُ، وذلك لأنّ هؤلاء القديسين قد اقتدوا بالمسيحِ في آلامهِ الخلاصية كما يقول القديس يوحنا الدمشقيّ مُرنم الكنيسة”لقد جعلتم الصوم الشريف أعظمَ بهاءً وبهجةً. بتذكار جهادِكُم المجيد. يا مُجاهدي المسيح الظَّفرة. فبعددكم الأربعين قدّستم الأربعين يوماً.مقتدين بالمسيح في آلامهِ الخلاصية بواسطةِ جهادكم في سبيلهِ.
إنّ حقارتنا تحمِلُ اسم الشهيد الإلهيّ ثيوفيلوس الذي هو أحدُ شهداء هذه الطغمة المقدسة والمُختارةِ من الله والمكونةِ من القديسين الشهداء الأربعين المجيدين الذين استُشهِدوا في سبسطية.فرفعنا تمجيداً شكريّاً للإلهِ الثالوثيّ القدوس الذي بِمسرتهِ وإرادتهِ تُعيُّد هذه المؤسسة البطريركية اليوم لولادتنا الروحية الكهنوتية وخِدمتنا في حقلِ الكنيسة الواحدة الجامعةِ المُقدسةِ الرسولية ولاسيما كنيسة آلام المسيح هذه الكنيسة المحلية،التي عُيِنْتُ أنا رئيساً روحياً عليها.
وبين إخوتي المُكرمين رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة والرهبان أعضاء أخوية القبر المقدس الأجلاء الجزيلي الاحترام وكافةِ أبنائنا المسيحيين الأتقياء والزوار الكِرام الذين شرفوني وكرّموني بحضورهم اليوم الأمر الذي يدعوني للشعوُر بمسؤوليةٍ عظيمةٍ أكبر تجاهكم وتجاه محبتكم لي وكما يقول القديس بولس الرسول كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا للرب(عبر13 : 17 )
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم:أكرم ذكرى الشهداء القديسين بحضورك وأكرمها أيضاً بتصحيح نفسك وذلك لأن إكرام الشهداء الاقتداء بهم. ويقول أيضاً القديس باسيليوس الكبير:”إنّ مديحَ الشهداء يَحُثنا نحن المجتمعينَ لكي نكرّمهم حتى نقتدي بفضائلهم”.
لهذا يا إخوتي الأحباء إنّ ذكرى هذا العيد الموقر للأربعين شهيداً وبالأخص للقديس الشهيد ثيوفيلوس أبينا وحامينا ، يَحُثنا على أنّ نقتدي بفضائلِ القديسين وأقول هذا لأنّ مضطهديّ كنيسة المسيح اليوم كهيروديّا أخرى وحوش مفترسة ضد المؤمنين والمُعترفين بالمسيح،أعضاء كنيستهِ، متعطشين لقطع رؤوسهم.
ختاماً نَضرعُ إلى القديسين الذين لهم دالةٌ لدى الله لكي بتوسلاتِ هؤلاء الشهداء، نشهدُ نحن أيضاً في هذا العالم شهادةَ سلامِ ومحبة المسيح إلهنا ومخلصنا، آملين أنّ يؤهّلنا لكي نجتاز ميدان الصوم الأربعيني المبارك بسلام ووئام حتى نصل إلى قيامة ربنا يسوع المسيح المجيدة .
آمين